أكد رئيس قسم استراتيجيات السلع لدى «ساكسو بنك» أولي هانسن، أن النفط الخام يواصل مسيرة التقلبات الحادة مع دخول شهر سبتمبر بحالة من التحفظ في السوق، خاصة بعد موجة الارتفاع القوية المسجلة في شهر أغسطس.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بتجدد التوقعات حيال قيام «أوبك» بتجميد إنتاج النفط. وبعد أن شهد النفط أكبر موجة شراء على الإطلاق استمرت لمدة أسبوعين، سرعان ما تغيرت التوجهات نتيجة خروج الأدوات المالية الإيجابية الجديدة بعد ارتفاع الدولار والمخزونات الأمريكية.
وبعد أن شهدت موجات بيع حادة بنسبة 10% خلال 3 أيام، نجحت السوق بالوصول إلى حالة من الاستقرار بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يود أن تتوصل «أوبك» وروسيا إلى اتفاق حول تجميد الإنتاج، وفقاً لما ذكر هانسن.
وسجل مؤشر «بلومبرج» للسلع، أدنى مستوياته خلال 3 أشهر بعد تجدد حالة التدهور في أسعار النفط، وارتفاع الدولار الأمريكي في ظل التوقعات بارتفاع وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية.
وجاءت حالة الضعف هذه مدفوعةً بأسعار النفط، حيث تواصلت موجات الصعود والهبوط الحادة بالتوازي مع تباين الأساسيات الاقتصادية على المدى القصير والبعيد، وتوسع العروض المريبة التي أجبرت المتداولين على تتبع حركة الأسعار.
وفيما يتعلق بالذهب، فبعد قضائه عدة أشهر في التراوح حول سعر 1340 دولاراً للأونصة، انخفض ليختبر مستوى الدعم الرئيس عند حد 1300 دولار للأونصة. وجاء هذا الانخفاض مدفوعاً بارتفاع الدولار واستجابةً لإشارات لجنة السوق المفتوحة الاتحادية حول عودة احتمال رفع سعر الفائدة خلال شهر سبتمبر كخيار مطروح للنقاش.
ومع ذلك، يهدئ تقرير الوظائف لشهر أغسطس حدّة بعض المخاوف مع إخفاق وتيرة إنشاء الوظائف غير الزراعية في مواكبة التوقعات. وفي أعقاب تقرير الوظائف المخيب للآمال، استعاد الذهب بعضاً من خسائره، الأمر الذي يؤكد على سعر 1300 دولار للأونصة كمستوى دعم، تماماً كما أصبح سعر 1200 دولار للأونصة خلال تصحيح الأسعار الأخير في شهر مايو الفائت.
وبالعودة إلى الوقت الذي شهد تصحيح أسعار الذهب بنسبة 8%، أظهر المستثمرون الذين يستخدمون المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب تروياً ملحوظاً. وفي حين اتجه الذهب لتسجيل أول خسارة شهرية منذ مايو خلال أغسطس الماضي، استمرت الأصول الكلية- على الرغم من هذه الخسارة- بالارتفاع بواقع 25 طناً لتسجل 2,032 طن وهو أعلى مستوى لها خلال 26 شهراً.
وأكد «ساكسو بنك» أن صناديق التحوط زادت صافي أدواتها الإيجابية من خلال العقود الآجلة وعقود خيارات البيع أو الشراء بنسبة 4% خلال نهاية الأسبوع في 23 أغسطس.
وعلى الرغم من ضعف السعر، إلا أنها كانت أقل ميلاً بكثير للتخلي عما تبقى من مستويات الشراء شبه القياسية. ومنذ الذروة التي سجلتها في وقت مبكر من شهر يوليو بواقع 287 ألف حصة «28,7 مليون أونصة»، شهد هذه الصناديق انخفاضاً بواقع 8% قياساً بانخفاض قدره 33% خلال شهر مايو.
ويمكن لهذا الإقبال المحدود على البيع أن يغير مسألة إذا ما كان على الذهب التمسك بمستوى دعم عند 1300 دولار للأونصة. ومن شأن أي انخفاض تحت هذا المستوى أن ينشئ اختباراً حقيقياً لعزم الذهب في أعقاب موجة الصعود التي بلغت نسبة 25% حتى الآن خلال هذا العام.
وفي مجال الزراعة، سجلت عقود القمح والذرة الآجلة في شيكاغو أدنى مستوى لها منذ عدة سنوات نتيجة وفرة العرض في الولايات المتحدة والعالم. ولكن قبل عطلة نهاية الأسبوع، بدأت تتكشّف بعض عمليات الشراء على خلفية الأنباء الإيجابية حول أخذ مستوى المحاصيل الزراعية بعين الاعتبار عند تحديد الأسعار «إشارات الأسعار السلبية».
وسجلت حبوب البن، التي تعتبر واحدة من السلع الخفيفة الأخرى المثيرة للاهتمام، ارتفاعاً قوياً وسط مخاوف تثيرها توقعات انحسار العرض. وأصدرت منظمة القهوة الدولية بيانات كشفت عن تراجع صادرات القهوة العالمية بواقع 22% خلال شهر يوليو. ومع اتضاح حالة التراجع هذه من خلال تدني المعروض بدلاً من انخفاض مستويات الطلب، فإن المعنيين في السوق سيتساءلون عن مصدر هذا العرض على مدى الأشهر المقبلة.