بعد أن منّ الله على الأخ عيسى سلطان الذوادي الخالدي بالتوجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان الماضي، أجريت معه مقابلة طلبت منه الإفصاح عن مشاعره عن زيارته البيت الحرام بمكة المكرمة، وعند زيارته مسجد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وكان جوابه على النحو التالي: «عندما نظرت إلى الكعبة ذرفت الدموع من عيني بسبب طهر المكان وقداسة الموقف، ومكانة البيت العتيق، فحمدت الله وأثنيت عليه أن بلغني هذا المكان الطاهر».
وأسترسل ليقول: «إحساس جميل لا يوصف عشته في مكة والمدينة، وبخاصة عند قبر الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وقتها تجد نفسك غارقاً في التأمل عندما تفكر في التاريخ الإسلامي بأسره، والفتوحات، والبطولات التي تذكرك بالرسول عليه السلام، وما عاناه من أجل إيصال الدين الإسلامي الحنيف إلى مشارق الأرض ومغاربها، وينتابك ذكر وفاته، ويسرح بك الخيال وأنت تقف أمام قبره صلى الله عليه وسلم»، وواصل ليقول: «وتسترجع نزول الوحي والعلاقة المباشرة بين السماء والأرض»، بعدها صمت لبرهة وقال: «سيطول بي الحديث عن ذلك الموقف المهيب، وعليه فإن القصيدة التالية قد تعبر عما يجيش بخاطري عن تلك الأماكن المقدسة»..
ديار مكة ما أحلى روابيها
جبالها السود تحكي ما جرى فيها
جبال مكة أشرف خلق الله ساكنها
حتى أتاه جبريل يوماً في خوافيها
اقرأ محمد هذا الرب أرسلها
إلى أمة لعبت بها الأهواء والجهل راعيها
فناصروه رجال عظام الله أكرمكم
فلبوا نداء الحق حالاً دون تسفيها
أبو قحافة والفاروق والكرار وذو النورين
هم رافعوا الحق مع رسول الله راعيها وحاميها
هذي جبال مكة يا هذا تخبرنا
أنا شهدنا ميلاد دين الحق في بطن واديها
جبال مكة تفخر أنها شهدت
من المعارك في سبيل الحق ترويها
ابن الوليد في أحد قد كاد يهزمهم
لولا لطف الله لعاد الظلم يطويها
سلوا الجبال وعمن كان فارسها
محمد رسول الله والصحب في سفح واديها
يا قاصدي بيت الحرام تأملوا
جبال مكة تحمينا وتحميها
أجبال مكة دمعي سال فوق محاجري
لما نويت فراقاً ما كنت أبغيها
أجبال مكة دمعي عاد يمطرني
لما بدت كعبة الإسلام في أبهى معانيها
ملايينها احتشدوا حول المقام
وكفوفها ارتفعت بالشكر تناجيها
وهكذا انتهى اللقاء مع الكاتب القدير والشاعر المرهف الحس والوجدان عيسى سلطان الذوادي الخالدي.
أحمد محمد الأنصاري