قليل من الناس يعرفون من هو صاحب الاحتياجات الخاصة، الذي كنا ومازال البعض يطلق عليه اسم «المعاق»، لم نفكر مطلقاً أن الإعاقة الحقيقية في التعامل مع الأطراف الأخرى بلطف وعناية وعدم إلحاق الضرر والأذى سواء النفسي أو الجسدي.
إن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحتاجون للمعونة ولكن يحتاجون للإحساس بهم، على سبيل المثال أثناء التردد على المستشفيات الحكومية، من الضروري الترحيب بهم والإسراع في معالجتهم، ولكن العكس يحدث لدى الغالبية العظمى من الأطباء والممرضين بعدم المبالاة لتلك الفئة. أنا لا أكتب ذلك إلا من مرارة الحقيقة التي رأيتها بأم عيني، المريضة تتألم على السرير ولا حياة لمن تنادي.
أليس هذا الأمر مخزياً للمستشفيات الحكومية؟
أليس من حق المواطن مهما كانت حالته الصحية أن يجد من يراعي حالته وظرفه الصحي وعجزه حتى عن البوح بألمه من شدة ما يعانيه؟ يريد فقط الراحة وإخماد نار الألم.
للأسف، مهما تكلمنا في الإيذاء وكتبنا الشكوى والآن أكتب تلك الأسطر، الحال على ما هو عليه والجميع يشتكي من مرارة ما يرونه في المستشفيات الحكومية، المريض يريد من يأخذ بيده إلى بر الأمان، يريد من يسمع أنينه وشكواه، للأسف الذي يجده سخرية من المرض والعجز عن إيجاد الحل وعدم وجود سرير شاغر، على الرغم أن من حق فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تخصيص غرفة لهم وهذا ما عهدناه وعرفناه.
ماذا عساه أن يفعل؟ يلجأ للمستشفيات الخاصة لعله يجد الحل لما يعانيه، وهذا ما حدث، والله يعلم من أين أتى المريض بالمال وسدد قيمة علاجه؟ هذا هو جزء من حال مواطنة من ذوات الاحتياجات الخاصة عانت من التهاب شديد في أسفل الظهر؛ وأجريت لها ثلاث عمليات، وبعد ذلك أصيبت بقرحة الفراش شديدة العمق وأجريت لها عملية أكثر من مرة، عانت من ذلك لمدة سنتين والآن تمضي السنة الثالثة، والسبب الرئيس هو عدم التشخيص السليم والسريع؛ مما أدى إلى تفاقم المرض والألم. للأسف هناك بعض الأطباء يسخرون من المريض ويجعلونه في متاهة من أمره، يقول أحدهم للمريضة: هل تريدين السفر إلى الهند للعلاج؟
لا توجد لدينا أجهزة بالمستشفى الحكومي، والعملية خطيرة جداً عليكِ، ويضحك ويستهزئ والكل يعرف مدى معاملته وتكبره على الجميع، ومازال موجوداً بوظيفته.
هذا جزء من حياة مواطنة عانت من مرضها، وكأن كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة ذنب اقترفته، حتى معاملتها باللجان الطبية من أجل التأكد من صلاحيتها وعقليتها استغرقت أكثر من أربعة أشهر، والسبب أنهم مصممون على إحضارها للجان الطبية بسيارة الإسعاف وهي لا تستطيع التحرك بتاتاً، وظلت المعاملة لديهم دون أي إجراء.
أرجو النظر في هذا الموضوع والاهتمام بتلك الفئة، التي تحتاج إلى عناية تامة في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة؛ لاستكمال جميع شؤونهم بصورة أفضل دون المساس بكرامتهم.
دينا أحمد الزياني