هانغتشو - (وكالات): دعا ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللذان اجتمعا أمس في هانغتشو الصينية على هامش قمة مجموعة العشرين، إلى تعزيز التعاون بين البلدين وخصوصاً في مجال النفط.
وأكد الأمير محمد بن سلمان للرئيس الروسي أن التعاون بين السعودية وروسيا سيعود بالنفع على سوق النفط العالمية.
وأضاف ولي ولي العهد السعودي «من دون مشاركة السعودية وروسيا لا يمكن إرساء سياسة مستقرة في مجال النفط»، في وقت تراجعت أسعار الخام بشكل كبير في العامين الأخيرين. وتابع «بفضل تعاوننا، نستطيع تأمين إيجابيات كثيرة على صعيد التنمية لاحقاً للوضع في السوق النفطية». وقال إن العلاقات بين المملكة وروسيا «استراتيجية» وأن «التعاون والتنسيق» بين البلدين «بالغاً الأهمية». والتقى الأمير محمد بن سلمان وبوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو شرق الصين. وتسعى السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، إلى إيجاد السبل لدعم سوق النفط الضعيفة.
من جهته، أعلن بوتين أن من المهم لروسيا أن تبقي الحوار مفتوحاً مع السعودية. وشدد بوتين على أهمية الحوار المستمر بين الرياض وموسكو في مختلف القضايا. وقال «نعلق أهمية كبرى على تعزيز التعاون المتبادل مع السعودية. هذا الأمر يعني علاقاتنا الثنائية خصوصاً أننا أكبر مصدرين للنفط، وكذلك القضايا الدولية». وأضاف «نعتبر أنه لا يمكن تسوية أي مشكلة مهمة في المنطقة من دون السعودية، وبالنسبة إلينا من الأهمية بمكان أن نحافظ على حوار دائم معكم». والتقى الأمير محمد بن سلمان أيضاً رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي. واجتمع ولي ولي العهد السعودي مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.
وأمس الأول، التقى ولي ولي العهد السعودي رئيس تركيا رجب طيب أردوغان. وبدأ زعماء الدول الكبرى اجتماعهم أمس في مسعى لإنعاش الاقتصاد العالمي المتباطئ في حين دعا رئيس الصين شي جينبينغ الذي يستضيف قمة مجموعة العشرين، الزعماء إلى تحقيق نتائج فعلية وتجنب «الكلام غير المجدي». وقال الرئيس الصيني في افتتاح القمة إن الاقتصاد العالمي مهدد بتنامي الحماية التجارية ومخاطر الأسواق المالية. وذكر أن الاقتصاد العالمي يمر «بمنعطف خطير» في ظل تباطؤ الطلب وتقلب أسواق المال وضعف التجارة والاستثمار. وأضاف «تتلاشى تدريجياً محركات النمو من الجولة السابقة للتقدم التكنولوجي في حين لم تحصل جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والصناعية بعد على القوة الدافعة».
وتبحث القمة السنوية بشكل أساسي السياسات المالية والاقتصادية، ولكنها كذلك فرصة لاجتماع قادة العالم ومعالجة القضايا الراهنة سواء الأزمات الجيوسياسية أو التغير المناخي. ورحب شي برؤساء الدول والحكومات في قمة مجموعة العشرين حيث صافحهم واحداً واحداً، وشد بشكل خاص على يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسط ابتسامات الزعيمين رغم الحادث البروتوكولي في بداية زيارة أوباما. وفي قاعة المؤتمر الدائرية في هانغتشو، قال شي للزعماء أن قمة مجموعة العشرين «يجب أن تسعى إلى العمل الحقيقي وليس مجرد الكلام غير المجدي».
وتأمل الصين في نجاح المؤتمر لتبرز كدولة واثقة وقوية مستعدة للاضطلاع بدورها على الساحة الدولية بما يناسب مكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويجتمع في القمة ممثلون عن مجموعة العشرين التي تشكل 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وثلثي سكان العالم.
إلا أن خبراء يتوقعون عدم توصل القمة إلى نتائج حقيقية، حيث إن العالم لا يعاني حالياً من أزمة حادة تدفعهم إلى تحدي المشاعر الشعبوية المتزايدة واتخاذ خطوات صعبة مثل تحرير التجارة لمعالجة أصعب القضايا العالمية.
ورغم ذلك فإن القمة سبقتها موجة من النشاطات الدبلوماسية في الصين حول قضايا من بينها التغير المناخي والحرب في سوريا والتجارة الدولية.
وصادقت الصين والولايات المتحدة على اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة مهمة للغاية في اتجاه تطبيق الاتفاقية التي تهدف إلى الحد من التغير المناخي.
وقال أوباما إن المشاحنات التي وقعت بين مسؤولين أمريكيين وصينيين في مطار هانغتشو، تظهر الفجوة بين البلدين إزاء التعاطي مع حقوق الإنسان وحرية الصحافة.