عواصم - (وكالات): سيطر الجيش السوري الحر على الشريط الحدودي من منطقة إعزاز إلى مدينة جرابلس بريف حلب، وأبعد تنظيم الدولة «داعش» للمرة الأولى منذ عامين عن الحدود مع تركيا، في إطار عملية «درع الفرات»، وذلك في وقت أوشكت فيه المرحلة الثانية من العملية على الانتهاء، فيما أعلنت واشنطن عدم التوصل إلى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في سوريا، متهمة موسكو بأنها «تراجعت» حول بعض المسائل «الصعبة» دون أن تكشفها.
وتزامن ذلك مع عبور دبابات وآليات عسكرية تركية الحدود باتجاه بلدة الراعي السورية لدعم المعارضة المسلحة في هجومها على مواقع «داعش».
وتمكن الجيش الحر من تحقيق التقدم بتمهيد جوي ومدفعي من قبل الجيش التركي، تلاه هجوم مباغت على مواقع «داعش» الواقعة إلى الشرق والجنوب من بلدة الراعي بريف حلب الشرقي، فتمت السيطرة على قرى الوقف والنهضة والمثمثنة وأثرية ومواقع أخرى.
وجاء التقدم بعد أكثر من أسبوع على توغل تركي في سوريا في إطار عملية «درع الفرات». وتضمنت العملية نشر دبابات وقوات جوية لإسناد المعارضين الذين دخلوا بلدة جرابلس الحدودية.
وفتحت تركيا وحلفاؤها المعارضون السوريون أمس الأول جبهة جديدة للهجوم شمال سوريا متقدمين لنحو 55 كيلومتراً غرب جرابلس.
والآن يبدو أن المعارضين أمنوا أراضي بطول 90 كيلومتراً لطالما كانت تركيا تود السيطرة عليها لإبعاد الجماعات المتطرفة ولوقف تقدم المقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من أمريكا.
وبموازاة ذلك قالت رئاسة الأركان التركية إن المدفعية التركية ضربت 83 هدفاً لمن وصفتهم بالعناصر الإرهابية بـ293 قذيفة، كما قصفت طائرات التحالف أهدافاً في عدة مناطق بينها ناحية الغندورة غرب جرابلس وقرية الوقف في محيط الراعي.
وتكافح تركيا حركة انفصالية كردية مسلحة بدأت أنشطتها قبل 3 عقود في الجنوب الشرقي وتخشى أن تشجع مكاسب وحدات حماية الشعب المسلحين في الداخل. وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وبينما تعتبر الولايات المتحدة وأوروبا حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية فإن واشنطن تنظر إلى وحدات حماية الشعب الكردية على أنها كيان منفصل وأكثر الشركاء فعالية في معركتها ضد «داعش» في سوريا. وقد سبب هذا الموقف خلافا مع تركيا عضو حلف شمال الأطلسي والشريكة في محاربة التنظيم المتطرف.
من ناحية اخرى، كثف الجيش التركي عملياته ضد المتمردين الاكراد فقصف 10 مواقع لحزب العمال الكردستاني شرق تركيا، في الوقت الذي تواصل فيه انقرة عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية.
في المقابل، حقق النظام السوري تقدماً بتمكنه مجدداً من محاصرة الأحياء الشرقية في حلب تزامناً مع تعثر المفاوضات الأمريكية الروسية حول سوريا للتوصل إلى تعاون بين الطرفين يوقف العنف في البلد.
وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما في وقت سابق من الصين إن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في سوريا، مؤكداً أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، مشيراً إلى أن «هذه المسألة معقدة للغاية».
وصرح مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية «تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا أننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور». وأضاف أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً اليوم على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية. من جهته، قال كيري «الجميع يعرف كم أنها مسألة معقدة، بسبب وجود مختلف القوى. هناك بعض النقاط المحددة التي سيدقق فيها ويستعرضها لافروف كما أنني سأنظر فيها شخصياً».
وأضاف «إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فإننا سنأخذ كل ما يلزم من الوقت للتأكد من أننا نفعل ما يضمن لنا فرصة النجاح».
وتابع «سنراجع بعض الأفكار الليلة، وبينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى أين وصلنا».
970x90
970x90