هانغتشو - (وكالات): دعت قمة مجموعة العشرين امس دول العالم إلى تقاسم العبء الناجم عن أزمة اللاجئين، وإلى تكثيف وتنسيق الجهود بشكل أفضل للتصدي لهذه الأزمة العالمية، في حين أنقذت البحرية الإيطالية قرابة 500 مهاجر من قوارب قبالة سواحل ليبيا، بينما أكدت المجموعة تصميمها على خفض الإغراق الذي يعاني منه سوق الفولاذ والتصدي للسياسات الحمائية بكافة أشكالها، وذلك في أعقاب قمة هيمن عليها تصاعد التيارات الشعبوية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحرب في سوريا.
وقال قادة دول العشرين في البيان الختامي لقمة خوانجو في الصين إن دول العالم مدعوة لتقاسم أعباء أزمة اللاجئين وفق إمكانيات كل منها، كما دعت المجموعة التي تمثل أقوى 20 اقتصاد في العالم إلى تكثيف جهودها لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين ومعالجة الأسباب العميقة لهذه الأزمة.
وجاء في البيان الختامي لقمة الدول العشرين الأساسية في العالم التي نظمت ليومين في هانغتشو شرق الصين أن هذه القوى «تؤكد مجدداً معارضتها لكافة أشكال الحمائية في مجالي التجارة والاستثمار».
وفي ما بدا وكأنه واجهة وحدة ليس أكثر، لم يسبق لقادة المجموعة أن تبنوا هذا العدد من الإجراءات الجديدة لتقييد المبادلات التجارية في وقت لا تزال فيه زيادة المبادلات التجارية على المستوى الدولي تتحرك تحت 3 % سنوياً.
وأعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ في مؤتمر صحافي في ختام القمة «نحن مصممون على تنشيط التجارة كمحرك للنمو، وبناء اقتصاد عالمي منفتح». وأكدت مجموعة العشرين للدول المتطورة والناشئة التي تمثل 85 % من إجمالي الناتج الداخلي للعالم وثلثي سكانه، تصميمها على محاربة «الهجمات الشعبوية» على العولمة عبر مزيد من الاتصال بشأن منافع التبادل الحر، بحسب ما قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
وهو تحد شائك في وقت يتعين فيه على الحكومات الاستجابة للتململ المتزايد لمواطنيها. وأبدت فرنسا وقسم من الحكومة الألمانية والمرشحان للبيت الأبيض معارضتهم لاتفاق التبادل الحر الذي تتفاوض بشأنه واشنطن والاتحاد الأوروبي.
وذكرت المفوضية الأوروبية أنها لا تزال مفوضة مواصلة التفاوض بشأن الاتفاق، لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كرر ان موقف باريس التي تعتبر مشروع الاتفاق غير متوازن،»واضح».
من جهتها أشادت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في هانغتشو بطموح بلادها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي لأن تكون «بطلة تبادل حر»، معلنة عن مباحثات بشأن اتفاق تجاري مستقبلي مع أستراليا، وقالت إن الهند والمكسيك وكوريا الجنوبية وسنغافورة على استعداد لإبرام اتفاقات مماثلة.
والصين ذاتها التي ترأس مجموعة العشرين هذا العام، تخضع لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين يتهمانها بإغراق العالم بالسلع.
ولم يغفل البيان الختامي المسألة دون أن يشير إلى بكين. فقد أقر البيان «بالآثار السلبية على التجارة والعمال» للإغراق الصناعي، وندد بـ «دعم ومساعدات الدول» التي تؤدي إلى «تشوهات» في السوق.
ولذلك قررت المجموعة إقامة «منتدى عالمي» حول الإغراق في مجال الفولاذ لتقييم جهود الدول بإشراف منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وبمشاركة أعضاء مجموعة العشرين.