القدس المحتلة - (وكالات): بدأت إسرائيل في بناء جدار تحت الأرض حول قطاع غزة بذريعة منع وقوع هجمات مصدرها أنفاق المقاومة الفلسطينية، بحسب ما ذكر الإعلام الإسرائيلي ومسؤول في مجلس محلي.
والجدار عبارة عن جدار إسمنتي مسلح بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بناءه على طول الحدود مع قطاع غزة، بهدف توفير الحماية للمستوطنات القريبة من الشريط الحدودي، ومواجهة خطر الأنفاق التي تحفرها المقاومة الفلسطينية، تفوق ميزانية بنائه نصف مليار دولار. وأكد غادي ياركوني رئيس مجلس منطقة أشكول الواقعة على الحدود مع غزة أن العمل بدأ على طول الحدود. وحسب المسؤولين العسكريين، فإن عمق الحاجز الخرساني سيبلغ عشرات الأمتار وتقرر تشييده بناء على خطة قدمتها الأجهزة الأمنية للتعامل مع الأنفاق على الحدود. ومن المتوقع أن تبلغ كلفة بناء الجدار أكثر من نصف مليار دولار، وسيمتد على طول الحدود كاملة مع غزة، وفق المسؤولين الذين أشاروا إلى أن المشروع سيستغرق سنوات. وأظهرت لقطات مصورة، عمال عند منطقة على الحدود مع غزة، بالإضافة إلى رافعات وآلات ثقيلة وعربات متنقلة وأنابيب معدنية ضخمة ملقاة على أرض الموقع. ويصل طول الجدار الإسمنتي إلى عشرات الكيلومترات بالمنطقة الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة.
وقد كشف الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن البناء «بدأ قرب البلدات المحتلة التي تعد قريبة من الحدود مع غزة» مضيفة أنه يمكن «مشاهدة أعمال بناء ضخمة قرب بلدة شعار النقب».
ونشر الموقع صوراً لآليات حفر كبيرة على الحدود مع غزة دون أن يحدد التوقيت الذي بدأت فيه أعمال البناء.
ويقام الجدار بعمق كبير في باطن الأرض للحيلولة دون تسلل مقاتلي المقاومة الفلسطينية، وقد وصفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت بأنه «المشروع الأكبر في تاريخ الجيش الإسرائيلي».
وتبلغ قيمته المالية إلى ملياري شيكل «532 مليون دولار»، ويهدف أساساً إلى إقامة عائق من الإسمنت المسلح. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن وزارته خصصت ميزانية لهذا المشروع، وأن العمل على إنجازه سيكون بوتيرة سريعة.
وكانت الصحيفة ذكرت في أغسطس 2016 أن وزارة الدفاع الإسرائيلية نشرت عطاءات لأعمال حفر وبناء للجدار الجديد بطول 60 كيلومتراً ليحيط بقطاع غزة كله، لكنها لم تحدد الفترة الزمنية التي سيستغرقها إقامة الجدار الذي سيمتد ارتفاعه لأمتار عدة أسفل الأرض وفوقها.
ومن أهم خصائص الجدار أنه سيبنى على عمق كبير في باطن الأرض، وسيتكون من طبقات عدة تحت الأرض وفوقها.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن «الجدار سيمتد لطبقات أسفل الأرض، وسيكون هناك جزء فوق الأرض أيضاً، ليشكل حاجزاً أمام الأنفاق التي تصل إلى إسرائيل. وترى إسرائيل أن هذا الجدار الذي يحيط بغزة والمبني من الإسمنت المسلح، كفيل بمنع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» من اختراق الحدود عبر الأنفاق الهجومية، مما سيضمن إلى حد كبير الحماية للمستوطنات القريبة من الشريط الحدودي.
وسيكون من أدواره الرئيسة الحيلولة دون تسلل مسلحين أو تنفيذ عمليات اختطاف جنود، إذ سيجهز بأجهزة إنذار ما يسهل على الجيش الإسرائيلي إحباط العمليات الفلسطينية مسبقاً.
وإضافة إلى ذلك، سيمكن رصد عمليات حفر قريبة منه، وهو ما سيساعد الجيش الإسرائيلي على تدمير الأنفاق الجديدة التي في طور البناء قبل أن تشكل خطراً.
ومشروع الجدار يتضمن -بحسب يديعوت أحرونوت- مخاطر اقتصادية، لأنه لم يضمن في موازنة العام المالي 2017-2018، رغم أن وزارة الدفاع أكدت أن العمل في المشروع لن يتوقف، في ظل ما أعلنه وزير المالية الإسرائيلي موشيه كلحون من أن المخصصات المالية لن تشكل عقبة أمام إقامة هذا الجدار في مواجهة الأنفاق.
وفي السياق ذاته، رأى عضو مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال عوديد تيره أن النقاش الجاري في إسرائيل بشأن الأنفاق يضر بالأمن الإسرائيلي، وقد يساعد في تسريب أسرار خطيرة، وقال إن استدراج الدولة في نقاشات من هذا النوع بينما الجيش بصدد إيجاد حلول ميدانية لموضوع الأنفاق هو نوع من قصر النظر.