تتيح لك زيارة تركيا خلال عيد الأضحى فرصة عظيمة للتعرف بشكل مباشر على العادات والتقاليد العثمانية النادرة والمنسية.
وبإمكانك البدء بذلك ببساطة، إذا كنت في إسطنبول أو بورصة، والتي تمثل عواصم الإمبراطورية العثمانية، فبإمكانك المشاركة بمباراة مصارعة زيتية، أو مسابقة رماية أو أحد عروض كراكوز وعيواظ التقليدية في مسرح الدمى وخيال الظل.
ويشير صالح أوزير، الملحق الثقافي والإعلامي لتركيا في دولة الإمارات العربية المتحدة: «يضيف عيد الأضحى مجموعة حيوية من النشاطات والولائم الفخمة والممارسات الثقافية في تركيا، وهي أحد أهم الأسباب للتدفق الكبير للسياح خلال عطلة عيد الأضحى».
وفي الحقيقة، وصلت أعداد السياح القادمين إلى إسطنبول وحدها في شهر سبتمبر الماضي إلى أكثر من 1.2 مليون سائح، بزيادة بنسبة 6.8 بالمائة بالمقارنة مع 1.1 مليون سائح في سبتمبر من عام 2014. ووزارة الثقافة والسياحة واثقة من أن عطلة عيد الأضحى القادمة ستعادل من حالة التراجع الأخير الذي شهدته أعداد السياح.
حلوى الحلقوم التركية
تتيح احتفالات عيد الأضحى بطبيعة الحال فرصة ممتازة للاستمتاع بالمطبخ التركي، ونعني بذلك الطعام المحلي الذي تشكله عدة أطباق. في الواقع، تقدم مطاعم الدولة وجبات تبدأ بالشوربة التركية، يتبعها الطبق الرئيس من اللحم والأطباق الجانبية من الأرز والبرغل. ومن الجدير بالذكر بشكل خاص أن ما يميز المطبخ التركي هو كباب لحم الضأن والفستق الحلبي، وهو طبق تختص به منطقة جنوب تركيا وتفضله الجماهير.
وعادة ما يقدم طبق أو مجموعة من أطباق الخضروات المحضرة بزيت الزيتون للتذوق في نهاية الوجبة. وللتحلية، عادة ما تقدم الحلويات التقليدية مثل البقلاوة (وهي حلويات غنية على شكل طبقات) وحلويات الشكرباري (وهي حلويات مصنوعة من اللوز) وقطايف الخبز (وهي حلوى خبز تركية) بعد كوب من الشاي أو القهوة التركية.
ويضيف أوزير: «تشتهر زيارة السياح للمخابز والمقاهي والمطاعم خلال العيد. فتذوق الطعام المحلي أحد أفضل الطرق لتجربة حفاوة الضيافة التركية وثقافتها بأفضل أحوالها».
الوجهات السياحية
تضم الأماكن الجديرة بالذكر التي يجب زيارتها خلال عيد الأضحى المساجد التركية، لا سيما المسجد الأزرق (المعروف أيضاً باسم مسجد السلطان أحمد)، والذي تضاء مآذنه وساحاته بشكل كبير وتصخب بالأنشطة.
وفي الحقيقة، تتحول ساحة السلطان أحمد، والتي تضم آيا صوفيا وميدان السلطان أحمد إلى نقطة تجمع مركزية خلال العيد. فبالإضافة إلى تركز الثراء الثقافي لتركيا في الساحة بشكل كبير، تستضيف الساحة كل سنة مجموعة من الأكشاك والمعارض ومسارح الدمى والحفلات الموسيقية والرقصات الفلكلورية، وذلك من أبرز الأنشطة من بين الكثير.
ومن الجدير بالذكر أيضاً ميدان بايزيد في إسطنبول، المعروف بالمجوهرات والإكسسوار والأقمشة المنتجة محليًا والطعام المحلي: ومن الأطعمة المفضلة فيه الحلويات وعصائر الفاكهة والمشروبات المثلجة وسندويشات الكفتة والدونر التركي والسجق الحار.
وإذا ما ابتعدنا قليلاً إلى ضفاف القرن الذهبي، تستقطب بلدية أيوب وضواحيها السياح والسكان المحليين على مدار السنة، ولكن الزوار الذين يقضون العيد في أيوب يشهدون طيفًا أوسع بكثير من النشاطات. وتعد منطقة مركز فسهانه الدولي للمعارض والمؤتمرات والثقافة أحد الأماكن الأخرى التي يمكن تجربة حماسة العيد فيها بشكل كبير، إذ تكتظ بحفلات الموسيقى الصوفية ومسرح الظل ولاعبي الخفة والدمى والسحرة وآكلي النار والرجال الواقفين على السيقان الخشبية.
ويقول أوزير: «لا شك أن عيد الأضحى وقت رائع لزيارة تركيا؛ إذ إننا نرحب بالأجانب من كل مكان، ويطغى على المكان جو كرنفالي/روحي، فضلاً عن الأكشاك والمطاعم التي تقدم مأدبات الطعام الكبيرة في المساء. ومن الجدير بالذكر أن لدى الدولة الكثير مما يمكنها تقديمه في هذه الفترة، فهي تتميز بحفاوتها الكبيرة على صعيد الضيافة، مما يجعلنا نشهد عادة تزايداً في أعداد السياح».