يقف نحو 1.7 مليون حاج على صعيد عرفات، لأداء ركن الحج الأعظم اليوم الأحد، بعد أن تدفقوا من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة.
وبعد أن يؤدي الحجاج الركن الأعظم يتجهون إلى وادي مزدلفة لجمع الحصى، قبل أن يتوجهوا لاحقاً لرمي الجمرات.
وتقدم الجهات المعنية بشؤون الحج أفضل خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وأخرى إسعافية ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ودورات للمياه إضافة لمواد التموين التي تفوق حاجة الحجاج مما يجعلهم يقفون على هذا الصعيد الطاهر في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان والطمأنينة.
وأكدت السلطات السعودية انتشار رجال المرور في مشعر عرفات بشكل مكثف يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تدعمهم دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر تمهيداً لتطبيق خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات .
ولأول مرة منذ 35 عاماً، اعتذر مفتي المملكة العربية السعودية عبدالعزيز آل الشيخ عن خطبة عرفة أمام الحجاج في مسجد نمرة بسبب ظروفه الصحية.
وأوردت صحيفة عكاظ السعودية، أن المفتي آل الشيخ الذي اعتاد إلقاء الخطبة سنوياً من مسجد نمرة على جبل عرفات في ذروة موسم الحج المصادف هذا العام الأحد، لن يلقي الخطبة هذا العام لظروفه الصحية.
وقالت الصحيفة إن آل الشيخ «ظل خطيباً ليوم عرفة» منذ نحو عشرين عاماً «إذ يخطب في مسجد نمرة، بعد إعداد لخطبته يستغرق نحو شهرين».
ويعتبر جبل الرحمة أشهر مكان في مشعر عرفات بعد مسجد نمرة وهو جبل مكون من حجارة صلبة سوداء وكبيرة، ويقع شرق عرفات، بين الطريق السابع والثامن.
ويصل طول جبل الرحمة إلى ثلاث مئة متر، يعلوه شاخص طوله سبعة أمتار.
ويتميز الجبل بسطحه المستوي والواسع ، ويدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57 سم ، وفي منتصف الساحة دكة ترتفع ما يقرب من نصف متر. ويبلغ محيط جبل الرحمة 640 متراً، وعرضه شرقاً 170 متراً، وعرضه غرباً 100متراً، طوله شمالاً 200 متر، وطوله جنوباً 170متراً، وارتفاعه عن سطح البحر 372متراً، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 متراً.
إلى ذلك، أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي نقل أكثر من «90% « من حجاج التروية إلى مشعر منى بالإضافة إلى نحو «100,000» من الحجاج الذين توجهوا مباشرة إلى مشعر عرفات.
وأشار اللواء التركي خلال المؤتمر الصحفي الثاني للجهات الأمنية العاملة بالحج أمس إلى أن الحركة المرورية على جميع المداخل التي تربط مكة المكرمة بالمشاعر والمداخل المؤدية إلى المشاعر والعاصمة المقدسة اتسمت بمرونة عالية على جميع المحاور وذلك لتنفيذ خطة المرور والجهات ذات العلاقة بتنفيذ الخطة، مشدداً على عدم تسجيل أي ملاحظات تعكر صفو الحج.
1.9 مليون مركبة
وأشار قائد التوعية والإعلام بقوات أمن الحج العقيد سامي بن محمد الشويرخ إلى أن عدد المركبات المترددة على المشاعر والعاصمة المقدسة بلغ 1.9 مليون مركبة، وعدد المخالفين الذين تمت إعادتهم حتى صباح يوم الأمس 253 ألف مخالف كانوا ينوون الحج بدون تصريح، وبلغ عدد المركبات المخالفة التي تمت إعادتها من مداخل ومخارج مكة بلغ 1953 مركبة و»41» مكتباً وهمياً تم ضبطهم في شرق مناطق المملكة وأحيل المخالفون فيها على هيئة التحقيق والإدعاء العام لاتخاذ الإجراءات النظامية حيالهم.
بدوره، أعلن المتحدث بوزارة الصحة السعودية مشعل الربيعان أن عدد المراجعين من الحجاج لمستشفيات وزارة الصحة والعمليات بلغ 244 ألف مراجعاً لجميع منشآت وزارة الصحة بالمشاعر المقدسة حيث تم إجراء 1543عملية غسيل كلوي، وإجراء 24 عملية قلب مفتوحة، وإجراء 286 عملية قسطرة قلبية.
وفيما يخص التواصل مع الحجاج، أشار إلى أن الوزارة اتفقت مع إحدى الجمعيات الخيرية بتوفير 420 مترجماً يتحدثون أكثر من 67 لغة تمثل غالبية اللغات اللي موجودة في المشاعر المقدسة، حيث يساعدون الأطباء وأطباء الطوارئ في فهم الحالة الصحية للحاج ومعرفة التشخيص اللازم له .
من جانبها نشرت وزارة الصحة السعودية أكثر من 150 فرقة طبية ميدانية تابعة لإدارة الطوارئ الصحية بالمشاعر المقدسة يرافقها أكثر من 500 من الكوادر الطبية والفنية المؤهلة تنتشر ميدانيا في المشاعر المقدسة لمباشرة الحالات الصحية الطارئة والتنسيق في مباشرة ونقل الحالات لأقسام الطوارئ في المرافق الصحية.
مشعر مزدلفة
وتعتبر مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
والمبيت بمزدلفة واجب ، من تركه فعليه دم، والمستحب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في المبيت إلى أن يصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.
ويعود تسميتها بمزدلفة حسب ما ذكره العلماء والمؤرخين لنزول الناس بها في زلف الليل، وقيل أيضاً لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعاً فيما سماها الله تعالى المشعر الحرام وذكرها في قوله : (( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام)).
ويعد مشعر مزدلفة بكاملها موقفاً عدا وادي محسر، وهو موضع بين مزدلفة ومنى يسرع فيه الحجاج في مرورهم
تغيير الكسوة
وتجري فجر اليوم الأحد مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة عقب صلاة الفجر، على يد 86 فنياً وصانعاً، جرياً على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام، حيث سيتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة، بحضور عدد من منتسبي الرئاسة ومصنع كسوة الكعبة المشرفة.
ويعود هذا التقليد، إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث عدت كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام.