واشنطن - (وكالات): قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن صعود أحزاب يمينية شعبوية في أوروبا ينذر بموت القيم الأمريكية الدولية في القارة، ويلحق ضرراً بمكانة أبرز زعمائها مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وأضاف الكاتب جيم هوغلاند في مقال بالصحيفة إن صعود أحزاب يمينية شعبوية في أوروبا ينذر بموت القيم الأمريكية الدولية في القارة، ويلحق ضرراً بمكانة أبرز زعمائها مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وذكر الكاتب أن صعود هذه الحركات التي تغذيها البرامج القومية والعنصرية والسياسة المتطرفة بعدد من الدول الأوروبية يؤشر إلى أن روح وجوهر التحالف الأوروبي الأمريكي الذي كان حيويا للاستقرار العالمي 7 عقود صار الآن يتعرض للتهديد.
وأشار هوغلاند إلى أن القومية الضيقة في أوروبا انعكست في بعض أجزاء القارة مثل استفتاء البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، والهزيمة التي لحقت بـالحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل أمام قوى يمينية.
وأوضح أن حزب بديل لألمانيا اليميني المناهض للمهاجرين الذي تأسس قبل 3 سنوات ألحق هزيمة بالحزب الذي تتزعمه ميركل الأحد الماضي بولاية رئيسية بالبلاد في إطار الانتخابات البرلمانية، وأشار إلى صعود في وقت سابق لحركات مماثلة في بولندا والمجر وفرنسا وغيرها.
وقال الكاتب إن مؤسسي الاتحاد الأوروبي كانوا قد اتخذوا من الولايات المتحدة نموذجا يحتذى للمجتمع الذي أرادوا بناءه، خاصة أن أمريكا كانت فخورة باستيعاب المتعبين والفقراء، لكن أوروبا الآن بدأت تفقد هذه القيم، بل إن الولايات المتحدة نفسها لم تعد تحتفظ بقيمها تلك.
وألمح إلى الكوارث الأمريكية بالخارج التي تمتد من فيتنام إلى العراق، واستمرار الصراع العرقي والاجتماعي داخل أمريكا نفسها، وقال إن الولايات المتحدة لم تعد في وضع يؤهلها لإلقاء مواعظ على الدول الأخرى فيما يتعلق بالقيم والمثل العليا.
وأشار هوغلاند إلى التصريحات المتطرفة للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، وتصريحات زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، وغيرها من سياسات اليمينيين المتطرفين الأوروبيين وانعكاساتها على القارة.
وقال أيضا إنه إذا أخذنا في الحسبان التدافع أو الفرار الأوروبي تجاه موسكو، وإذا ما كان ترامب هو الفائز بأمريكا، فإننا سنشهد الدفن الأخير للقيم والمثل الأمريكية الدولية التي سبق أن أسهمت في جعل أوروبا قارة أكثر ازدهاراً وأمناً وسلاماً بالنصف الثاني من القرن العشرين.