لندن - (العربية نت): احتجت الحكومة الأفغانية بشدة على سوء المعاملة التي تلقاها عدد من لاجئي بلادها في مدينة شيراز الإيرانية، ووصفت وضع اللاجئين الأفغان في الأقفاص بحجة الدخول غير الشرعي، بالعمل العنصري اللاإنساني وإهانة للإنسانية، بحسب تعبير متحدث في وزارة الهجرة الأفغانية.
وكانت الشرطة في شيراز جنوب إيران قد وضعت عدداً من اللاجئين الأفغان في الأقفاص كـ»الحيوانات»، ضمن معرض لـ»مضبوطات مخافر المدينة»، الأمر الذي أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأفغان، الذين وصفوا هذا التصرف باللاإنساني والعنصري.
وندد أحمد مياخيل، المتحدث باسم وزارة الهجرة الأفغانية، في حديث لراديو «فردا» الأمريكي الناطق بالفارسية، بسوء المعاملة الذي يتكرر بين الحين والآخر بطرق مهينة ضد اللاجئين الأفغان في إيران، ووصفه بالعمل اللاإنساني وإهانة للكرامة الإنسانية.
وردت السفارة الإيرانية في كابول على تصريحات مياخيل والضجة التي أثارتها الحادثة في مدينة شيراز، معترفة بوضع الأفغان وراء السياج رغم أنها حاولت تبرير ذلك بالعمل الروتيني، وأنه لم يقصد منه إهانة الأفغان.
وناقض بيان السفارة الإيرانية في كابول ما صرحت به الشرطة الإيرانية في شيراز حول أسباب اعتقال اللاجئين الأفغان ووضعهم في الأقفاص بالطريقة المهينة، كما تبين الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حين تقول الشرطة إنه تم اعتقال هؤلاء الأفغان بتهمة السرقة وتوزيع المخدرات، قالت السفارة الإيرانية في كابول إن الاعتقال كان بسبب الدخول والإقامة غير الشرعية في البلاد. وأثارت طريقة تعامل السلطات الإيرانية غضب مواطنين أفغان نددوا بتعامل طهران مع أبناء بلدهم بهذه الطريقة، ونشر الخبر موقع «شبكة إعلام أفغانستان» الناطق باللغة الدارية «الفارسية الأفغانية»، واصفاً هذا التصرف بـ»المسيء الذي يتعارض والمنزلة الإنسانية والإسلامية».
من ناحية أخرى، طالبت منظمة «المؤتمر اليهودي الأمريكي» السلطات الألمانية بتقديم توضيحات حول زيارة سرية قام بها وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي إلى برلين، وسط مطالبات للمعارضة الإيرانية باعتقال الوزير المتورط بمجازر إعدام السجناء السياسيين.
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أن المنظمة عبرت في بيان عن مخاوفها العميقة جراء السياسات الألمانية تجاه إيران، وطالبت الحكومة في برلين بتوضيحات بشأن تقارير تتحدث عن الزيارة السرية التي أجراها علوي مؤخراً. من جهتها، قالت وسائل إعلام غربية إن فرع المنظمة اليهودية في العاصمة الألمانية، وهي منظمة تمتلك مقرات عدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وتعمل كما تقول من أجل رفاهية الشعب اليهودي ودعم صناع القرار بشأن القضايا الخاصة باليهود، توجهت بخطاب إلى السلطات الألمانية، مطالبة بمعرفة ملابسات تلك الزيارة. وجاء في بيان المنظمة أن «الاستخبارات الإيرانية تدعم التنظيمات الإرهابية على غرار منظمة «حزب الله» اللبنانية، وهي تنظيمات تعمل على زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط بأسره».
كما أشار البيان إلى أن «استخبارات طهران كانت قد شاركت في محاولة غير شرعية للحصول على تكنولوجيا نووية على الأراضي الألمانية، وتبين أنها لعبت أيضاً دوراً في موت سياسيين إيرانيين كانوا في المنفى في برلين».
كذلك تخشى المنظمة من إمكانية أن تكون زيارة علوي خطوة نحو زيارة رسمية للرئيس الإيراني، حسن روحاني، خاصة بعد تحسن العلاقات الاقتصادية بين طهران وبرلين منذ توقيع الاتفاق النووي العام الماضي. وزار وزير الاقتصاد الألماني، زيغمار غابرييل، إيران قبل شهرين على رأس وفد اقتصادي، ليصبح أول سياسي غربي كبير يزور إيران بعد التوصل إلى الاتفاق.
بدوره، طالب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو أبرز تيارات المعارضة الإيرانية في الخارج، باعتقال وزير الاستخبارات الإيراني عند وصوله إلى ألمانيا لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وكانت وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني قد أكدت أن علوي توجه إلى برلين بدعوة من مسؤولي الأمن الألمان لإجراء محادثات هناك.
وقال بيان للمجلس إن وزارة استخبارات نظام الملالي متورطة بقتل 30 ألف سجين سياسي عام 1988، وتنفيذ أكثر من 350 عملاً إرهابياً في الخارج، بما في ذلك عملية الاغتيال في مطعم ميكونوس ببرلين عام 1992.
وقررت المحكمة الجنائية ببرلين، في يوليو الماضي، الحكم على مواطن إيراني بالحبس لمدة سنتين وأربعة أشهر بتهمة أنشطة التجسس والتخابر لصالح وزارة الاستخبارات الإيرانية ضد مجاهدي خلق.
وبحسب بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن محمود علوي مصنف في قائمة عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب مسؤوليته في ملاحقة أعضاء المعارضة وإعدامهم في إيران.