عواصم - (وكالات): قال محللون ومسوؤولون إن «اعتداءات 11 سبتمبر 2001 دشنت عصراً من الاضطرابات ستستمر انعكاساته لسنوات وخصوصاً في الشرق الأوسط»، مضيفين أن «واشنطن ردت بالمبدأ الأمريكي المعروف باسم «القوة الساحقة - اوفرويلمينغ فورس»، وخصوصاً عبر اجتياح العراق، وزرعت من خلاله بذور الفوضى التي يشهدها جزء كبير من المنطقة»، بينما أكدت منظمات حقوقية دولية أن «أحداث 11 سبتمبر مثلت نقطة تراجع وانتكاسة كبيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان حول العالم»، في حين دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما الأمريكيين في الذكرى الـ 15 للاعتداءات إلى قبول التنوع في البلاد وعدم السماح لـ «الإرهابيين» بتقسيمها.
وبعد هذه الأحداث تبنت دول عديدة سلسلة من الإجراءات والسياسات أدت إلى انتهاك القوانين التي تحمي حريات المواطنين بحجة حماية الأمن الوطني أولاً على حساب احترام حقوق الإنسان والحريات.
وكان من تداعيات هذه الهجمات، سلسلة أحداث سياسية وعسكرية غيرت مجرى تاريخ شعوب بأكملها، وأثارت دوامات من الحروب وأعمال العنف الدموية ذهب ضحيتها ملايين البشر بين قتيل ومصاب ومعتقل ومشرد. وبرهن تنظيم القاعدة والحركة المتطرفة الدولية اللذين هزتهما لفترة خسارة المعقل الأفغاني، على ثبات وقدرة على التكيف وانتشرا في عدد من الدول وشن عمليات وهجمات تبث الرعب.
وقال ديدييه لوبري الذي كان حتى الاسبوع الماضي المنسق الوطني للاستخبارات الفرنسية قبل أن يستقيل لينتقل إلى الساحة السياسية أن «11 سبتمبر كان في الواقع نتيجة عمل استمر سنوات للقاعدة من أجل شن هجوم كبير».
وأضاف لوبري «لكنه أيضاً بداية إدراك الأمريكيين لضعفهم على أرضهم، وهذا ما لا يقبلون به».
وأضاف «إنهم يردون على الطريقة الأمريكية، أي بشكل غير كامل»، موضحاً أنها «نقطة قوتهم ونقطة ضعفهم. فهم لا يسعون أبداً إلى الحفاظ على التوازنات وعلى تعقيدات الأمور كما يمكننا أن نفعل هنا في أوروبا. بالنسبة لهم هذا هو العدو وسنؤمن الوسائل للقضاء عليه.. أما العواقب فسنرى بعد ذلك».
وتابع «رأينا هذه العواقب: أنها الصورة السيئة التي أعطتها الولايات المتحدة لنفسها في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو. أفضت الأمور إلى الخطأ المأسوي في العراق. حرب لم تكتمل جرت بناء على كذبة (...) دفعوا المنطقة برمتها إلى الفوضى وزعزعوا استقرارها بشكل كامل».
من جهته، قال جان بيار فيليو الأستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس إن «السنوات الـ 15 التي مضت منذ 11 سبتمبر تثير شعوراً بفوضى مخيفة».
وأوضح فيليو أن «الولايات المتحدة استفادت من تضامن دولي غير مسبوق في الحملة ضد طالبان وتنظيم القاعدة».
وأضاف «لكن بعد هذه الحملة التي تكللت بالنجاح خلال أسابيع، فرض المحافظون الجدد أولويات «حرب شاملة ضد الإرهاب» أحيت الجهاد الشامل وفتحت أمامه أبواب العراق، أي الشرق الأوسط وحتى أوروبا».
وتابع أن «»داعش» المسماة بتنظيم الدولة ولدت من رحم التحالف بين استبدادين هما استبداد القاعدة واستبداد النظام العراقي المخلوع الذي كان يقوده صدام حسين».
وأشار فيليو إلى أنه «بدلاً من معالجة التهديد غير المسبوق، أنكره باراك أوباما لفترة طويلة ما سمح بظهور «خلافة الرعب» التي طالت كل العالم».
وبدا من الواضح مع التراجع، أن أسامة بن لادن كان يأمل بجذب أمريكا إلى أرضه لمواجهة لا يمكن في نظره إلا أن تجري لصالحه إذ إنه كان مقتنعاً بأنه هو ومقاتلوه العرب طردوا الجيش السوفيتي من أفغانستان، الأمر الذي يؤكد الخبراء عدم صحته.
وفي عام 2012، قال عمر بن لادن أحد الأبناء الـ 11 لمؤسس تنظيم القاعدة لمجلة «رولينغ ستونز» إن «حلم والدي هو جلب الأمريكيين إلى أفغانستان». وأضاف «كان يريد أن يلحق بهم ما أنزله بالروس. لقد فوجئت بأنهم سمحوا باستدراجهم».
وبإجباره واشنطن على الخروج من عزلتها وراء الأطلسي وإرسال آلاف الجنود إلى الشرق الأوسط حيث ما زالوا موجودين بعد 15 عاماً، استخدم أسامة بن لادن ما وصفه أستاذ التاريخ الإسرائيلي يوفال نوح هراري مؤلف كتاب «سابينز» الذي لقي رواجاً كبيراً «طريقة المعلم تاي شي». وكتب في مقال مؤخراً أن «الإرهابيين يأملون في أن يدفعوا عدوهم الى استخدام خاطئ للقوة ولو انهم لن يتمكنوا من التأثير كثيراً على قدرة هذا العدو». وأضاف أن «حساباتهم تفيد أنه عندما يكون عدوهم يستشيط غضباً، فهذا سيثير عاصفة عسكرية وسياسية أعنف بكثير مما يمكن أن يحققوا هم أنفسهم. وخلال العاصفة تجري أمور كثيرة لم تكن متوقعة». من جهته، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين في الذكرى الـ 15 لاعتداءات 11 سبتمبر إلى قبول التنوع في البلاد وعدم السماح لـ «الإرهابيين» بتقسيمها.
وقال في مراسم الذكرى في مبنى البنتاغون الذي شكل أحد أهداف الاعتداءات التي خلفت نحو 3 آلاف قتيل إن «القاعدة وتنظيم الدولة «داعش» يعلمان بأنهما لن يستطيعا أبداً الحاق هزيمة بأمة قوية مثل أمريكا، في وقت يحاولان ممارسة الإرهاب أملاً بأن يدفعنا الخوف إلى أن نقف الواحد في وجه الآخر».
وأضاف «لهذا السبب، من المهم اليوم أن نجدد تأكيد من نحن بوصفنا أمة (...) لأننا نعلم بأن تنوعنا ليس ضعفاً، إنه وسيبقى على الدوام أحد أكبر مصادر قوتنا».
وفي إشارة غير مباشرة إلى اقتراحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب المثيرة للجدل، ذكر أوباما بأن أناساً «جاؤوا من كل أصقاع العالم، من كل الألوان، من كل الديانات» صنعوا من أمريكا ما هي عليه اليوم.
ووقف أوباما وعائلته دقيقة صمت على الضحايا في البيت الأبيض. وقتل في الاعتداءات 2753 في نيويورك، و184 في البنتاغون، و40 على متن الرحلة 93 التي كانت متوجهة إلى العاصمة الأمريكية.
وأحيت أمريكا ذكرى الاعتداءات مع إقامة قداديس تكريماً لذكرى ضحايا الاعتداءات التي شكلت صدمة كبيرة وغيرت العالم إلى الأبد.
وسقط 3 آلاف قتيل في الاعتداءات التي تبناها تنظيم القاعدة ونفذها 19 متطرفاً بطائرات ركاب مخطوفة وصدمت برجي التجارة العالمي والبنتاغون مقر وزارة الدفاع الأمريكية وفي شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا.
وما زال نحو 75 ألف شخص يعانون من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية مرتبطة بالهجمات، استنشق كثيرون منهم جزيئات مسببة للسرطان خلال محاولتهم إنقاذ أشخاص. وشكلت الاعتداءات أول هجوم منذ أكثر من قرنين على أرض الولايات المتحدة التي ردت بشن «حرب عالمية ضد الإرهاب» ما زالت مستمرة إلى اليوم. وأدت الهجمات إلى غزو قادته أمريكا لأفغانستان في 2001، والعراق في 2003 حيث تستمر الحرب بعد أكثر من 10 سنوات على تلك الهجمات.
وبعد هذه الأحداث تبنت دول عديدة سلسلة من الإجراءات والسياسات أدت إلى انتهاك القوانين التي تحمي حريات المواطنين بحجة حماية الأمن الوطني أولاً على حساب احترام حقوق الإنسان والحريات.
وكان من تداعيات هذه الهجمات، سلسلة أحداث سياسية وعسكرية غيرت مجرى تاريخ شعوب بأكملها، وأثارت دوامات من الحروب وأعمال العنف الدموية ذهب ضحيتها ملايين البشر بين قتيل ومصاب ومعتقل ومشرد. وبرهن تنظيم القاعدة والحركة المتطرفة الدولية اللذين هزتهما لفترة خسارة المعقل الأفغاني، على ثبات وقدرة على التكيف وانتشرا في عدد من الدول وشن عمليات وهجمات تبث الرعب.
وقال ديدييه لوبري الذي كان حتى الاسبوع الماضي المنسق الوطني للاستخبارات الفرنسية قبل أن يستقيل لينتقل إلى الساحة السياسية أن «11 سبتمبر كان في الواقع نتيجة عمل استمر سنوات للقاعدة من أجل شن هجوم كبير».
وأضاف لوبري «لكنه أيضاً بداية إدراك الأمريكيين لضعفهم على أرضهم، وهذا ما لا يقبلون به».
وأضاف «إنهم يردون على الطريقة الأمريكية، أي بشكل غير كامل»، موضحاً أنها «نقطة قوتهم ونقطة ضعفهم. فهم لا يسعون أبداً إلى الحفاظ على التوازنات وعلى تعقيدات الأمور كما يمكننا أن نفعل هنا في أوروبا. بالنسبة لهم هذا هو العدو وسنؤمن الوسائل للقضاء عليه.. أما العواقب فسنرى بعد ذلك».
وتابع «رأينا هذه العواقب: أنها الصورة السيئة التي أعطتها الولايات المتحدة لنفسها في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو. أفضت الأمور إلى الخطأ المأسوي في العراق. حرب لم تكتمل جرت بناء على كذبة (...) دفعوا المنطقة برمتها إلى الفوضى وزعزعوا استقرارها بشكل كامل».
من جهته، قال جان بيار فيليو الأستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس إن «السنوات الـ 15 التي مضت منذ 11 سبتمبر تثير شعوراً بفوضى مخيفة».
وأوضح فيليو أن «الولايات المتحدة استفادت من تضامن دولي غير مسبوق في الحملة ضد طالبان وتنظيم القاعدة».
وأضاف «لكن بعد هذه الحملة التي تكللت بالنجاح خلال أسابيع، فرض المحافظون الجدد أولويات «حرب شاملة ضد الإرهاب» أحيت الجهاد الشامل وفتحت أمامه أبواب العراق، أي الشرق الأوسط وحتى أوروبا».
وتابع أن «»داعش» المسماة بتنظيم الدولة ولدت من رحم التحالف بين استبدادين هما استبداد القاعدة واستبداد النظام العراقي المخلوع الذي كان يقوده صدام حسين».
وأشار فيليو إلى أنه «بدلاً من معالجة التهديد غير المسبوق، أنكره باراك أوباما لفترة طويلة ما سمح بظهور «خلافة الرعب» التي طالت كل العالم».
وبدا من الواضح مع التراجع، أن أسامة بن لادن كان يأمل بجذب أمريكا إلى أرضه لمواجهة لا يمكن في نظره إلا أن تجري لصالحه إذ إنه كان مقتنعاً بأنه هو ومقاتلوه العرب طردوا الجيش السوفيتي من أفغانستان، الأمر الذي يؤكد الخبراء عدم صحته.
وفي عام 2012، قال عمر بن لادن أحد الأبناء الـ 11 لمؤسس تنظيم القاعدة لمجلة «رولينغ ستونز» إن «حلم والدي هو جلب الأمريكيين إلى أفغانستان». وأضاف «كان يريد أن يلحق بهم ما أنزله بالروس. لقد فوجئت بأنهم سمحوا باستدراجهم».
وبإجباره واشنطن على الخروج من عزلتها وراء الأطلسي وإرسال آلاف الجنود إلى الشرق الأوسط حيث ما زالوا موجودين بعد 15 عاماً، استخدم أسامة بن لادن ما وصفه أستاذ التاريخ الإسرائيلي يوفال نوح هراري مؤلف كتاب «سابينز» الذي لقي رواجاً كبيراً «طريقة المعلم تاي شي». وكتب في مقال مؤخراً أن «الإرهابيين يأملون في أن يدفعوا عدوهم الى استخدام خاطئ للقوة ولو انهم لن يتمكنوا من التأثير كثيراً على قدرة هذا العدو». وأضاف أن «حساباتهم تفيد أنه عندما يكون عدوهم يستشيط غضباً، فهذا سيثير عاصفة عسكرية وسياسية أعنف بكثير مما يمكن أن يحققوا هم أنفسهم. وخلال العاصفة تجري أمور كثيرة لم تكن متوقعة». من جهته، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين في الذكرى الـ 15 لاعتداءات 11 سبتمبر إلى قبول التنوع في البلاد وعدم السماح لـ «الإرهابيين» بتقسيمها.
وقال في مراسم الذكرى في مبنى البنتاغون الذي شكل أحد أهداف الاعتداءات التي خلفت نحو 3 آلاف قتيل إن «القاعدة وتنظيم الدولة «داعش» يعلمان بأنهما لن يستطيعا أبداً الحاق هزيمة بأمة قوية مثل أمريكا، في وقت يحاولان ممارسة الإرهاب أملاً بأن يدفعنا الخوف إلى أن نقف الواحد في وجه الآخر».
وأضاف «لهذا السبب، من المهم اليوم أن نجدد تأكيد من نحن بوصفنا أمة (...) لأننا نعلم بأن تنوعنا ليس ضعفاً، إنه وسيبقى على الدوام أحد أكبر مصادر قوتنا».
وفي إشارة غير مباشرة إلى اقتراحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب المثيرة للجدل، ذكر أوباما بأن أناساً «جاؤوا من كل أصقاع العالم، من كل الألوان، من كل الديانات» صنعوا من أمريكا ما هي عليه اليوم.
ووقف أوباما وعائلته دقيقة صمت على الضحايا في البيت الأبيض. وقتل في الاعتداءات 2753 في نيويورك، و184 في البنتاغون، و40 على متن الرحلة 93 التي كانت متوجهة إلى العاصمة الأمريكية.
وأحيت أمريكا ذكرى الاعتداءات مع إقامة قداديس تكريماً لذكرى ضحايا الاعتداءات التي شكلت صدمة كبيرة وغيرت العالم إلى الأبد.
وسقط 3 آلاف قتيل في الاعتداءات التي تبناها تنظيم القاعدة ونفذها 19 متطرفاً بطائرات ركاب مخطوفة وصدمت برجي التجارة العالمي والبنتاغون مقر وزارة الدفاع الأمريكية وفي شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا.
وما زال نحو 75 ألف شخص يعانون من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية مرتبطة بالهجمات، استنشق كثيرون منهم جزيئات مسببة للسرطان خلال محاولتهم إنقاذ أشخاص. وشكلت الاعتداءات أول هجوم منذ أكثر من قرنين على أرض الولايات المتحدة التي ردت بشن «حرب عالمية ضد الإرهاب» ما زالت مستمرة إلى اليوم. وأدت الهجمات إلى غزو قادته أمريكا لأفغانستان في 2001، والعراق في 2003 حيث تستمر الحرب بعد أكثر من 10 سنوات على تلك الهجمات.