هنأ خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز المسلمين بعيد الأضحى في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، قائلا «يُتوِّج عيد الأضحى فخرنا بخدمة حجاج بيت الله، وخدمة الحرمين الشريفين، وهي النعم الأسمى لنا، دعواتي أن يجعل الله عيدكم سعيداً،وكل عام وأنتم بخير»، فيما واصل حجاج بيت الله النفرة من مشعر عرفة إلى مُزدلفة، لإقامة صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً وللمبيت هناك، وجمع الحصى المخصص لليوم العاشر من ذي الحجة الذي يتوجهون فيه إلى مِنى لرمي الجمرات ونحر الهدي وأداء باقي مناسك الحج.
ووصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.
وبدأ قرابة مليوني حاج في المشاعر المقدسة التحلل من إحرامهم بعد أن رموا جمرة العقبة من على جسر الجمرات بكل سهولة ويسر وذبحوا الأضاحي، استعداداً لأول أيام التشريق الذي يبدأ مع صبيحة يوم غد.
وأعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، أن ضيوف الرحمن أتموا نفرتهم من عرفات بمرونة وسهولة تامة.
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، الأحد، التاسع من ذي الحجة نتائج إحصاءات الحج لهذا العام 1437هـ، حيث بلغ إجمالي عدد الحجاج 1.862.909 حجاج، منهم 1.325.372 حاجا من خارج السعودية، فيما بلغ إجمالي حجاج الداخل 537.537 حاجاً، الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين منهم 207.425 حاجاً وفدوا إلى مكة من باقي مدن المملكة، و330.112 حاجاً من داخل مكة المكرمة.
وبلغ إجمالي الحجاج من غير السعوديين 1.692.417 حاجا، فيما بلغ إجمالي الحجاج السعوديين 170.492 حاجاً، وإجمالي الحجاج الذكور 1.082.228 حاجاً، وإجمالي الحجاج من الإناث 780.681 حاجة، حسب ما جاء في وكالة الأنباء السعودية «واس».
وقامت الهيئة العامة للإحصاء بحصر الحجاج القادمين إلى مدينة مكة المكرمة من داخل المملكة سعوديين وغير سعوديين عن طريق مراكز إحصاءات الحج الواقعة على مداخل مدينة مكة المكرمة، حيث بلغت نسبة الحجاج القادمين إلى مكة المكرمة من داخل المملكة عن طريق جدة/مكة السريع ما نسبته 35.5% وطريق السيل/مكة المكرمة ما نسبته 28.5% وطريق المدينة المنورة/مكة المكرمة ما نسبته 21% وبقية الطرق الثلاثة الأخرى وهي طريق الجنوب/مكة، وطريق الطائف/مكة وطريق جدة/مكة القديم بنسبة مقدارها 15%.
وفيما يخص أيام القدوم للحجاج القادمين من داخل المملكة فقد شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة السابع والثامن والتاسع من شهر ذي الحجة توافد ما نسبته 80% من إجمالي حجاج الداخل القادمين إلى مكة المكرمة، أما من حيث عدد السيارات الناقلة لحجاج الداخل إلى مدينة مكة المكرمة فقد بلغت 29.169 سيارة.
وزادت السلطات من عدد الكاميرات التي تفصل بين كل منها امتار معدودة، والمثبتة فوق المسارات التي يسلكها الحجاج لمراقبة تحركاتهم. وانتشر مئات من رجال الامن في الطبقات الاربع لجسر الجمرات التي تصل بينها ممرات آلية. وعند كل من الجمرات الثلاث، يقوم رجال الامن بتنظيم حركة الحجاج الذين يقوم كل منهم برمي سبع حصى.
ووضعت بالقرب من الجمرات، منصة مرتفعة وقف عليها ثلاثة من رجال الامن، يوجهون عبر اجهزة الاتصال اللاسلكية زملاءهم الموجودين على الارض، ويلفتونهم الى بعض الحجاج الذين يمضون وقتا طويلا في عملية الرمي او يعرقلون حركة المرور.
كما غلف الجدار الدائري المنخفض الارتفاع الذي يحيط بالجمرات، بطبقة من الرغوة العازلة تتيح امتصاص الصدمة في حال التدافع.
ولقيت الاجراءات الاضافية استحسان الحجاج، ومنهم السعودي ابراهيم العايد 40 عاما الذي اعتاد اداء الحج سنويا في الماضي، الا انها المرة الاولى التي يؤدي فيها هذه الفريضة منذ العام 2006، وقال لوكالة فرانس برس أثناء عودته من رمي الجمراتإ الى المخيم في منى «كل شي تغير بالكامل: في السابق كان يجب الاستعداد قبل وقت لرمي الجمرات كل شيء حصل بسرعة». واضاف «ثمة تحسن ملحوظ».
وقال محمد رحمان 65 عاماً الذي قدم من بنغلادش «أشعر بالأمان، والباقي على الله. أنا فرح لأنني أحقق حلمي بأداء الحج».
وقال الحاج السعودي مشعل القحطاني 33 عاماً بعيد حصوله على الإيصال، إن الطريقة الغلكترونية في تقديم الأضاحي «تساهم في كسب الوقت. حالياً غعداد الحجاج تقدر بالملايين، وإذا أراد كل منهم نحر الخروف بنفسه فإن الأمر سيتطلب أياماً».
وللمرة الأولى منذ زهاء ثلاثة عقود، لن يشارك الإيرانيون في الحج، إثر فشل طهران والرياض في الاتفاق على ترتيبات المشاركة. إلا أن السعودية أبدت ترحيبها بالإيرانيين في حال قدموا من دول أخرى. وفي خطبة عرفة اعتبر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس أن «أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية»، في إشارة إلى إيران.
وقال عبد الرحمن بدر من مصر لرويترز أثناء توجهه لإلقاء حصوات الجمرة الأولى «السنة دي منظمين الوضع أكتر من أي سنة والواحد مبسوط وهو بيأدي المناسك بكل يسر وسعادة» في حين اعتبر محمد 60 عاماً أن المشاعر تحتاج إلى «مزيد من التنظيم» لأن المسافات باتت طويلة بعد التوسعة على كبار السن.
ويجتذب موسم الحج نحو مليوني مسلم لأداء الشعائر في مكة كل عام وشكل هذا العام مصدر قلق من عنف الإسلاميين المتشددين بعد أن قتل مهاجم انتحاري أربعة جنود في أوائل يوليو تموز عند الحرم النبوي في المدينة. وجرياً على العادة السنوية في اليوم الأول من عيد الأضحى استبدلت كسوة الكعبة القديمة بأخرى جديدة.