أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): فيما يكافح الحزبان الديمقراطي والجمهوري للظهور بشكل متماسك لإقناع الناخبين بالتصويت لمرشحيهما إلى رئاسة البيت الأبيض، تحدث التحالفات غير التقليدية صخباً متزايداً قد تصل آثاره إلى ما بعد انتهاء السباق وإعلان الفائز.
فقد شهدت انتخابات العام الحالي زيادة وصفت بـ»البالغة» في عدد الجمهوريين البارزين الذين أفصحوا عن نيتهم للتصويت لصالح هيلاري كلينتون، فيما يدعم مسؤول ديمقراطي دونالد ترامب.
ورغم ذلك لا تعد هذه الظاهرة جديدة على سياسة الانتخابات الأمريكية، فكان للرئيس الديمقراطي الحالي باراك أوباما الكثير من الجمهوريين الداعمين له، وكان للرئيس الجمهوري رونالد ريغان العديد من الديمقراطيين المناصرين له.
وأصبح عضو الكونغرس ريتشارد حنا أول جمهوري يتعدى الخطوط الحمراء للحزب، ويؤيد رسمياً هيلاري كلينتون، في يوليو الماضي.
كما أعلنت الجمهورية ميغ ويتمان، سيدة الأعمال التي تشغل منصب رئيس شركة «إتش بي»، في أغسطس الماضي، دعمها لكلينتون في السباق الرئاسي، وتعهدت بتمويل حملتها، من أجل قطع الطريق على مرشح حزبها المنافس.
وكتب هنري بولسون وزير خزانة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في صحيفة «واشنطن بوست»، في يونيو الماضي، مخاطباً أصدقاءه في الحزب الجمهوري، بقوله «أعلم أنني لست وحيداً»، مؤكداً أنه سيصوت لصالح هيلاري كلينتون.
فيما أكد ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية في عهد بوش الابن في حوار لمجلة «بوليتيكو»، في يونيو الماضي، أنه سيدعم كلينتون ضد ترامب الذي «الذي لا يبدو جمهورياً» على حد تعبيره.
كما أعلن برنت سكوروفت مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الأب في بيان، في يونيو الماضي، دعمه هيلاري التي يعتقد أن «لديها من الخبرة والحكمة ما يمكنها من قيادة البلاد».
وكان الحديث المفاجئ للجمهوري «العتيق» دوغ إلميتس المتحدث باسم الرئاسة في عهد الرئيس الأربعين للولايات المتحدة رونالد ريغان في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، في يوليو الماضي، بمثابة الصدمة.
فقد قال إن ترامب «ضد المهاجرين، ضد الشواذ، ضد أن تتبوأ المرأة مناصب عليا، أي لا يمثل رؤية معظم الأمريكيين، ولذلك سأصوت هذا العام، وللمرة الأولى، للحزب الديمقراطي».
أيضاً ماريا كوميلا المتحدثة السابقة باسم حاكم ولاية نيوجيرسي أعلنت، في أغسطس الماضي، رفضها لموقف حزبها الجمهوري من ترشح ترامب، وأعربت عن نيتها للتصويت لصالح هيلاري كلينتون.
وفي المقابل فقد كان الجنرال الديمقراطي ميشال فلاين المدير السابق لوكالة مخابرات الدفاع من الداعمين المبكرين لترامب.
ويعد وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول أحد أبرز المخالفين للتحالفات التقليدية، فسرعان ما استقال الجمهوري العتيد الذي ساند جورج بوش الابن في فترة ولايته الأولى، من منصبه الوزاري وأيد الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات 2008. وأصبح باول من أبرز الجمهوريين الذين لم يكتفوا بتأييد أوباما فقط في بداية ترشيحه، بل استكمل دعمه لإعادة انتخابه للمرة الثانية في عام 2012.
ولم يكن باول سابق عهده في تغيير الولاءات الحزبية الأمريكية، فقد صوت الجمهوري تشارلز فرايد الممثل السابق للحكومة في عهد ريغان لصالح أوباما، رغمه إعلانه المسبق دعم جون ماكين مرشح حزبه.
وأيد أيضاً ويليام ويلد الحاكم الجمهوري السابق لولاية ماساشوستس في 2008 أوباما، واصفاً إياه بالمرشح «الذي سيحدث تغييراً في سياسة أمريكا ويبقيها على رأس العالم».
ودعم زيل ميلر السيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية جورجيا جورج بوش الابن، في 2004، لولاية ثانية لمدة 4 سنوات. وكان متحدثاً رئيساً في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في نفس العام.
وفي كلمته انتقد ميلر المرشح الديمقراطي حينها ووزير الخارجية الحالي جون كيري، فيما أشاد بجورج دبليو بوش، قائلاً عنه إنه «الرجل الوحيد الذي يثق فيه على مستقبل بلاده».