وجه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أمس، رسالة مباشرة للقيادات والحكومة الإيرانية قائلاً «إن رسالتي للقيادات والحكومة الإيرانية هي أن أدعو الله سبحانه أن يهديهم وأن يردعهم عن غيّهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي كل أنحاء العالم، وأما إذا كانوا يجهزون لنا جيشاً لغزونا فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد ويحاربنا متى ما أراد نحن بعون بالله وتوفيقه سنردع كل معتدٍ ولن نتوانى أبداً في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة ولن يدنس أي شبر من بلادنا ومنا إنسان على وجه الأرض».
وأضاف الفيصل «أن المملكة العربية السعودية يشرفها أن تستقبلكم هذا العام وكل عام، أي إنسان يريد أن يحج سواء من إيران إذا سمحت له الحكومة الإيرانية».
وعن إمكانية استغلال إيران والحجاج الإيرانيين للحج لو قدموا في الأعوام القادمة، قال: «إن المملكة لا تتدخل في شؤون إيران الداخلية وما يفعله الإيرانيون في بلادهم هم أحرار فيه، ولن نسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج بصفة عامة لأمور أو شعارات سياسية ليس لها أي علاقة بهذه الرحلة الإيمانية، فالحاج يأتي من جميع أنحاء العالم لهذه الأراضي المقدسة بقصد واحد وهو العبادة وأن يؤدي هذا الركن الخامس من أركان الإسلام».
وأكد أن مهمة المملكة هي التيسير والتسهيل لكل مسلم بأن يؤدي هذا الركن بسلام وأمن وطمأنينة ويسر أما أن يستغل هذا الموقف لشعارات سياسية أو دعائية فهذا ممنوع ولا يمكن أن نسمح به.
وأوضح أن منع هذا الأمر بهذه الشدة وبهذا الحزم هو لصالح المسلمين ولصالح هذا الجمع الذي يجتمع على هذه الأرض المقدسة» متسائلاً بقوله «لو سمحنا لكل ممثل لشعار أو تيار سياسي أن يحمل شعارات والقيام بمسيرات ومظاهرات، كيف سيحجون؟ وكيف سيكملون هذه المناسك بسلام وأمان؟ وكيف نرضى نحن الذين أكرمنا الله تعالى وشرفنا بأن نكون بجوار بيته لخدمة بيته ولخدمة ضيوف الرحمن؟ وكيف نبرر موقفنا إذا سمحنا بهذه الأمور في هذه المشاعر المقدسة؟ وكيف نبرر موقفنا أمام الله سبحانه وتعالى قبل أن نبرر موقفنا أمام خلق الله؟ « مؤكداً أنه لا يمكن أن يسمح بهذا. وأكد الأمير خالد الفيصل، أن التنظيم الناجح للحج هذا العام رد على كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة قبيل الحج من الحاسدين والحاقدين ومن المرجفين، الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع هذا اليوم. وعن الرسالة التي تود المملكة أن توصلها إلى العالم أجمع عبر الحج قال الفيصل «إن الرسالة التي تسعى السعودية إلى إيصالها هو أن الإسلام دين السلام»، داعياً قادة العالم الإسلامي من السياسيين والعلماء والمفكرين إلى محاربة الطائفية والتفرق المذهبي بين المسلمين. وأكد الأمير خالد الفيصل، أن الدين الإسلامي دين واحد وأن المسلمين لو رجعوا للكتاب والسنة لذابت كل الفوارق ولن يتفرقوا ولن تدخل الشوائب على الإسلام لتغير المسارات التي بدأ بها، مؤكداً أن على الإعلام دور كبير، وإذا أحسن الإعلام ستصلح أمور كثيرة، داعياً إلى مخافة الله أولاً فيما يتم نقله وأن يرتكز على الحقائق وأن لا يصدق الناس كل كاذب. وعن الجمع بين سياسة الحزم في تطبيق الأنظمة والتعامل الإنساني مع ضيوف الرحمن، قال «إن سياسة الحزم والعزم هي سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ أن تولى أمر هذه البلاد، وهي تطبق، أما تميز رجل الأمن في هذا العام فيعود لله سبحانه وتعالى أولاً ثم لمجهودات الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي بث هذه الروح النظامية وهذه الأساليب الصارمة والدقة في العمل، وبثت الروح الإسلامية والأخلاق العالية في الجنود والأفراد والضباط وكل المسؤولين بطريقة واحدة وهي أننا نتبع الإسلام الصحيح ونتبع القرآن والسنة ونبتعد عن الطائفية وعن الفرق التي فرقت المسلمين وأساءت لهم».