عواصم - (وكالات): سجلت أمس خروقات في أرياف العديد من المحافظات السورية في ثالث أيام الهدنة التي أبرمت بين واشنطن وموسكو، وتمثلت الخروقات في قصف لقوات الرئيس بشار الأسد على المعارضة وأحياء سكنية في مناطق متفرقة من البلاد، فيما أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا على تمديد وقف الاقتتال في سوريا 48 ساعة إضافية. وقالت مصادر إن قوات النظام السوري قصفت أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق ومنطقة تل كردي القريبة من دوما، وأضافت أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة والمتوسطة على مواقع تابعة للمعارضة المسلحة في منطقة المرج شرق الغوطة.
من جهته، قال السياسي السوري المعارض جورج صبرا إنه لا يثق كثيراً في أن الهدنة ستصمد لفترة أطول من هدنة سابقة حدت من القتال مؤقتاً في فبراير الماضي.
في غضون ذلك، تنتظر المناطق المحاصرة في سوريا بفارغ الصبر وصول قوافل المساعدات الإنسانية الموعودة التي لا تزال عالقة رغم انحسار أعمال العنف إلى حد كبير إثر الهدنة. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يجري محادثات مع موسكو وواشنطن لتضغطا على جميع الأطراف في سوريا من أجل ضمان أمن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مستعدة للتوجه إلى مدينة حلب السورية.
وأعربت روسيا في وقت سابق عن تأييدها لتمديد الهدنة 48 ساعة إضافية، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بينها وبين الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في جنيف. وكانت 20 شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر عند الحدود التركية لكن عبورها لا يبدو وشيكاً إذ تطالب الأمم المتحدة بضمان أمنها. ولا يزال الجيش السوري منتشراً على طريق الكاستيلو محور الإمداد الرئيس شمال حلب الذي يجب أن تمر المساعدات عبره بينما يدعو الاتفاق الروسي الأمريكي إلى «نزع السلاح» في الطريق.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا طالب «بضمانات بعدم التعرض للسائقين وللقوافل».
ومنذ دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ مساء الإثنين الماضي، توقفت المعارك بشكل كامل تقريباً بين قوات النظام ومسلحي المعارضة على مختلف الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان والأمم المتحدة. ويفترض أن تتيح الهدنة نقل المساعدات الإنسانية بدون عراقيل إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين في 20 مدينة وبلدة، وغالبيتها من قوات النظام.