عواصم - (وكالات): شهدت سوريا تصعيداً عسكرياً هو الأخطر منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، خاصة مع خرق قوات الرئيس بشار الأسد للهدنة، وترافق ذلك، مع تصعيد كلامي بين راعيي الاتفاق أمريكا وروسيا، خاصة مع منع نظام الأسد دخول المساعدات إلى الأحياء المحاصرة في حلب، وقبل ساعات من انعقاد جلسة مغلقة لمجلس الأمن حول الأوضاع في البلد. ودخلت الهدنة حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي، وجرى تمديدها 48 ساعة إضافية حتى مساء أمس. وأعلنت روسيا استعدادها تمديد العمل بها 72 ساعة إضافية. ومنذ بدء سريانها، توقفت المعارك بشكل كامل تقريباً بين قوات النظام والفصائل المعارضة على غالبية الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة. إلا أن صباح أمس شهد التصعيد الأخطر، إذ دارت عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق وتحديداً عند محور جوبر أعنف اشتباكات منذ بدء سريان الهدنة، قبل أن تتراجع حدتها في وقت لاحق.
وتسيطر على حي جوبر جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة» وفصيل «فيلق الرحمن».
وتعرضت مناطق عدة خاضعة لسيطرة فصائل معارضة شمال البلاد لغارات جوية، وخصوصاً في ريف حلب الغربي وإدلب، وفق المرصد السوري. وتتواجد فصائل معارضة في مناطق واسعة في ريف حلب الغربي، فيما يسيطر تحالف «جيش الفتح» على كامل محافظة إدلب، وهو عبارة عن فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام.
ويستثني الاتفاق الروسي الأمريكي تنظيم الدولة «داعش» وجبهة فتح الشام اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد.
وإذا صمد اتفاق وقف الأعمال القتالية لمدة أسبوع، يفترض أن يؤدي إلى تعاون عسكري غير مسبوق بين موسكو وواشنطن ضد المتطرفين. إلا أن الدولتين تتبادلان الاتهامات حول إعاقة تنفيذ الاتفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان «مع أن وقف إطلاق النار يستند إلى اتفاق ثنائي فإن طرفاً واحداً يتقيد به فعلياً». وبعد ساعات على التصريحات الروسية، أعادت الولايات المتحدة التأكيد أنها لن تتعاون مع موسكو قبل دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا بموجب الاتفاق بينهما. ولا تزال الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر في منطقة عازلة عند الحدود السورية التركية للتوجه إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، فيما يجتمع مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة لبحث الاتفاق الأمريكي الروسي. ويفترض أن تمر الشاحنات عبر طريق الكاستيلو، التي تشكل خط الإمداد الرئيس إلى الأحياء الشرقية، وتسيطر عليها قوات النظام منذ أسابيع، ما أتاح لها فرض الحصار على المناطق المعارضة حيث يعيش 250 ألف شخص. وينص الاتفاق على تحويل طريق الكاستيلو إلى منطقة خالية من السلاح.
وفي تطور آخر، أعلنت أمريكا نشر قوات خاصة لدعم القوات التركية والفصائل المعارضة المدعومة من قبلها في معاركها ضد «داعش» شمال سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس أن هذا القرار يأتي «استجابة لطلب تركي». وأعلن الجيش التركي أن مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من أنقرة يتقدمون جنوباً في عملية «درع الفرات» التي تتم شمال سوريا. وأضاف أن القوات الخاصة الأمريكية تدعم عملية تنفذ بين مدينتي أعزاز والراعي.
من جهة أخرى، قال دبلوماسي غربي إن تحقيقاً دولياً حدد هوية سربين من طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات الجوية السورية ووحدتين عسكريتين أخريين يحملها المسؤولية عن هجمات بغاز الكلور على المدنيين.
وأضاف الدبلوماسي أن النتائج التي توصلت إليها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تستند إلى معلومات مخابرات غربية وإقليمية. وقال الدبلوماسي «لقد كانت الفرقة 22 والكتيبة 63 والسربان 255 و253 التابعة للحكومة السورية».
970x90
970x90