أوصت نتائج بحث أكاديمي بإعادة النظر في بعض الممارسات التي تؤدي إلى تفشي بعض الظواهر السلبية التي لا تخدم عملية الإنتاج التلفزيوني داخل الهيئات التلفزيونية الخليجية وخاصة ما يتعلق بطرق الالتحاق بالعمل، وجماعات المصالح، وعدم الالتزام بجودة المنتج، وذلك من خلال مجموعة من الضوابط أو اللوائح التي تضمن بيئة عمل إيجابية.كما أوصى البحث، الذي أعده أستاذ الإعلام بجامعة البحرين د.عوض هاشم، وصدر عن جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بالرياض بعنوان «بيئة العمل الإداري في التلفزيون وأثرها في الرضا الوظيفي للعاملين في ضوء بعض العوامل الديمغرافية»، بضرورة ملاحقة التطور التكنولوجي السريع من خلال إقتناء التكنولوجيا وتوطينها وتدريب الكوادر الخليجية عليها -أولاً بأول- ومواكبة هذه التغيرات حتى لا تمثل تهديداً لفرص المؤسسة التلفزيونية في المنافسة مع المؤسسات الأخرى المناظرة لها، سواء كانت مؤسسات عامة أو خاصة.كذلك أوصى البحث، بضرورة الاهتمام ببيئة العمل الإداري والمهني للعاملين في المؤسسات التلفزيونية بحيث تتوافر فيها الشروط اللازمة لإنجاز إنتاج تلفزيوني ذي جودة عالية، ومنها: تحقيق مستوى عالٍ من الرضا الوظيفي لدى العاملين عن وظيفتهم وعن مؤسستهم، وتحقيق مستوى عالٍ من التدريب والتأهيل المستمر عبر استراتيجية للتدريب تتوافر لها عناصر النجاح بما ينعكس على الرضا الوظيفي وعلى مهنية ومستوى الأداء التلفزيوني، وتوفير الشروط المادية والمعنوية اللازمة لتشجيع الموظفين على العطاء من خلال نظام عادل للترقيات والمكافآت والجزاءات ضمن معايير علمية ومنضبطة، وتوفير فرص الترقي والتطور للعاملين من خلال تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص من ناحية، وتشجيع الكوادر البشرية على مزيد من التحصيل الأكاديمي والتدريب العلمي، وتحقيق مبدأ المشاركة في اتخاذ القرار، وضرورة إعادة النظر في توصيف الوظائف وتحديد المسؤوليات والواجبات لكل مهنة تلفزيونية بشكل دقيق وغير متداخل، وتنمية الوعي الاجتماعي بأهمية الرسالة الإعلامية التي يقوم بها التلفزيون من خلال نخبة من الإعلاميين المهنيين الذين يشاركون في التنمية المجتمعية على أساس من الوعي والمسؤولية وخطورة دورهم في البناء والمشاركة الاجتماعية.وأشارت نتائج البحث إلي ضرورة الاهتمام بأنسنة الإدارة والأخذ بنظريات الإدارة الحديثة في الإدارة الإعلامية كما سبق بيانه في الدراسة الحالية.ثالثاً: وضع نظام للجودة يتم من خلاله ضبط وتحسين الإنتاج التلفزيوني على أسس مهنية ومعايير عالمية، وضرورة إعادة النظر في ظروف العمل التلفزيوني وخاصة من حيث عدد ساعات العمل حيث يختلف مفهوم الدوام الرسمي في الوظائف غير الفنية عن طبيعة وظروف الممارسة الإعلامية التي قد تتطلب تواجد الإعلامي في وظيفته لساعات أطول من المعتاد، أو خارج المحطة التلفزيونية أو ربما ليلاً وفي أوقات غير منتظمة، علاوة على أهمية متابعة المؤسسة التلفزيونية للمتغيرات السياسة والقانونية داخلياً وخارجياً بغرض استمرار نجاحها في الحقل الإعلامي والحفاظ على حقوق العاملين فيها، إلى جانب الاهتمام بمكان العمل وظروفه، وتوفير الإمكانات للعاملين بما يساعد في أداء مهامهم من دون عناء، واعتماد تحسين ظروف العمل كاستراتيجية ومتطلب هام للعملية الإدارية الناجحة، ومنح الفرصة للقيادات المحلية الشابة للممارسة الإدارية والقيادة بغية توافر جيل ثان وثالث من الكفاءات المحلية القادرة على إدارة المؤسسات المحلية أسوة بالدول الأخرى، وضرورة الاهتمام بالتنمية الإدارية في مؤسسات العمل التلفزيوني والتخلص من الاتجاه المحافظ للبيروقراطية التي مازالت تؤكد على الوسائل الشخصية والمعايير التقليدية في علاقاتها وأداء أدوارها واتخاذ قراراتها، وضرورة التصدي لحالات القصور الوظيفي في بيئة العمل الإعلامي والتي لاتزال كامنة في البناء الإداري.