قصيدة مهداة إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
وَجهي بِنُورِكِ يا بِلادِي يُشرِقُ
وَإِذا ذَكَرتُكِ ظَلَّ قَلبِــــي يَخفُـــق
وَ أَنا بِغَيرِكِ لَستُ أَرضَى مَوطِناً
لا غَربُ يُغنَينِي هَوَىً أَو مَشرِقُ
يَمَّمتُ وَجهِي نَحوَ كُلِّ بِقاعِها
لَمْ أَلقَ مِثلَكِ لــــي حَنَاناً يُغـــدِقُ
بَحرَينُ يا أَرضَاً أَهَيمُ بِحُبِّهــــا
وَلِكُــلِّ ما فِيهَا وَمِنْهَا أَعشَــقُ
بَحرَينُ يا بَلَدَاً تَمَيَّزّ بِالوَفـــــا
بِالشُّكرِ وَالعِــرفانِ شَعبُكِ يَنطِقُ
شُكرَاً وَتَمجِيدَاً لِوَاهِبِ أَرضِنا
نَجمَاً عَلَينا بِالمَهابَةِ يُشـــرِقُ
نَجــمٌ تَغَشَّانــا بَوَافِرِ فَضلِــهِ
وَدَلِيلُنا في الدَّربِ فَهُــوَ البَيـرَقُ
بَطَلٌ إِذا عُـــدَّ الرِّجَالُ يَفُوقُهُم
فَسَناهُ في كُلِّ النَّوَاحِي يَبــــرِقُ
سَادَ الرِّجَالَ بِعَزمِـــهِ وَبِحِلمِهِ
طَودٌ عَظِيمٌ في المَعالِي شَــاهِقُ
شَمِلت مَناقِبُهُ رُبُوعَ بِلادِنا
فَـــيءٌ يَعُــمُّ جَنــاهُ فِينـا مُغـدِقُ
فَسَماؤُهُ أَبَدَاً بِفَيضٍ مُمطِـــرَاً
فَلِذا فِإِنَّ الغُصــنَ فِيها مُــــورِق
مَا قُلتُ ذَلِكَ مِن خَيَالٍ جَامِــحٍ
بَل إِنَّنِي في كُــلِّ ذَلِكَ صَــــــادِقُ
فَخَلِيفَةٌ هُوَ مَن عَنَيتُ بِكُلِّ ذَا
مَن غَيرُهُ قَولاً وفِعلاً يَصــــدُقُ
فَخَلِيفَةٌ أَقَوالِــــهُ وَفِعَالُــــهُ
مَثَلٌ عَظِيمٌ فِــي المَعالِي مُطلَـــقُ
أَقوَالُـــــهُ وَفِعالُـــهُ مَثَلٌ لِمَن
نَشَدَ التَّمَيُّــزَ فَهـــيَ مَجدٌ يَنطِـقُ
فَإِذا تَحَــدَّثَ حِكمَةٌ أَقَوَالُـــهُ
وَالكُلُّ يَسمَعُ ما يَقولُ وَيُطـــرِقُ
مَا قُامَ في شَيءٍ يَرُومُ بَنَاءَهُ
إِلَّا بِأَكمَـــلِ صُــــورَةٍ يَتَحَقَّـــــقُ
فَهُوَ الَّذِي عَرَكَ الحَيَاةَ بِقَلبِهِ
وَعَلَى الحَقِيقَةِ، لَيسَ إِلَّا، يُطبِقُ
دَوحٌ تَفَرَّعَ وَاستَطَالَ فُرُوعُهُ
ظِلٌّ لَنـــا في كُلِّ حِيــــنٍ مُــونِقُ
يَفنَى دِفاعاً عَن تُرَابِ بِلَادِنا
صَلبٌ جَسُــورٌ ثَابِتٌ لا يَفـــــرَقُ
صَعبٌ عَلَى مَن رَامَ فُرقَةَ شَعبِنا
إِنَّ التَشَرذُمَ، قّــالَ شَّـــرٌّ مُحدِقُ
لا يَرتَضِي لِلنَّاس ضَيماً أو أَذىً
أَو يَرتَضِي يَوماً بِأَن يَتَفَرَّقُـــوا
ما انفَكَّ يَعمَلُ جَــــاهِداً مُتَفَانِياً
كَي لا يَضِلُّ النَّاسُ أّو يَتَمَزَّقُـــوا
فَإِذا تَصَدَّى لِلعَـــدُوِّ بِعَزمِـــــهِ
نَكصَاً عَلى عَقِبَيهِ خَوفاً يُطفِــقُ
فَسَلامَةُ البَحرَينِ نَصبُ عُيُونِهِ
وَمُبَادَرَاتِ الخَيــرِ دَوماً يُطلِــقُ
فَهَوَ الَّذِي سَكَنَت بِلَادِي قَلبَهُ
لِتُرَابِها وَالنَّاسِ فِيهــا يَعشَــــقُ
فَخَلِيفَةٌ فِي كُلِّ ما يَأتِي بِهِ
لِلخَيرِ يُعلِـــي وَالمَكَائدَ يَسـحَقُ
وَاللهُ يُعلِي الحَقَّ ثُمَّ رِجَــــالَهُ
وَيُبِيرُ مَن طَلَب الضَّلالَ وَيَمحَقُ
إِنَّ الرِّجالَ مَعادِنٌ ومَواقِفٌ
وبِذا قَضَى في الخَلق رْبٌّ خَالِقُ
وَبِكُم خَليفَةُ تَستَبِينُ رِجَالُنا
هذا الغُثاءُ، بَدَا، وَهَذا الصَّــادُقُ
عَقلٌ وَتَدبِيرٌ وَبُعــــدُ بَصِيرَةٍ
قَلبٌ عَلى البَحرَينِ دَومــاً يُشفِقُ
رَؤُفٌ يُحِبُّ النَّاسَ حُبَّاً صَادِقاً
وَعَلَيهِمو في كُلِّ أَمــــرٍ يَرفُقُ
حزمٌ وتَصميمٌ وحُسنُ تَصَرُّفٍ
هَاكُـم سَجِلَّ فِعَالِـــهِ فَتَحَقَّقُـــوا
مِيزَانُ عَدلٍ مُحكَمٍ أنتـــم بِهِ
بينَ النَّفائِسِ والرَّخِيصِ نُفَــرِّقُ
إِن شِئتَ مَعرِفَةَ الرِجَالِ وَقَدرهُم
فَإِلَيــكَ سِيـــرَتَهُ فَذَاكَ الفَـــارِقُ
بُورِكتَ يا رَجُلاً سَما بخِصَالِــهِ
شَهمٌ وَفِي كُلِّ المَوَاقِفِ وَاثِــقُ
تَبقَى صَحائِفُكُم تَشُعُّ بِنُورِكُم
لَكِن صَحَائِفُ مَن سِوَاكُم تُحرَقُ
تَعلو بِمَجدِكُمُ البِلادُ وَأَهلُهـــا
بَلَــدٌ وَأَنْتَ وَرَاءَهُ لا يُســــــبَقُ
أنتَ السَّفِينَةُ إِن عَلا مَوجٌ بِنا
وَإِذا افتَقدنا القَولَ أَنتَ النَّاطِقُ
فَلَقَد حَبَاكَ اللهُ قَلبَاً وَاعِيَــــاً
رِزقَاً مِنَ الرَّحمَنِ وَهوَ الرَّازِقُ
مَن شَكَّ فِي أفضَالِكمُ أو حِلمِكُم
فَلَذَاكَ أَعْمَى العَينِ نُكْرٌ أَحمَــقُ
فَأبا عَلِيٍّ صُرتَ رَمــــزَاً لِلعُلا
اسمَاً عَلى كُلِّ المَعَالِــمِ يُطلَــقُ
فَلَإِن رَمَاكُم حَاقِـــدٌ أَو مُغرِضٌ
فَالنَّخلَةُ المِعطَاءُ دَومَــاً تُرشَقُ
وَكَذَاكَ زَهرُ الفُلِّ مَهما حَاوَلوا
أَن يَكتُمُوهُ يَظَلُّ دَوماً يَعبُــــقُ
وَكَذاكَ أَنتَ خَلِيفَةٌ صَرحٌ عَلا
وَلأَنتَ مِن كُلِّ العَرَاقَةِ أَعـرَقُ
وَلَأَنتَ مَلفَى الأَجوَدِين وَبَابُكُم
لِلخَيرِ يَبقَى مُشرَعاً لا يُغـــلَقُ
د. عبدالله بن أحمد منصور آل رضي