كتبت- زهراء حبيب:
قال وكيل النيابة القائم بأعمال رئيس نيابة العاصمة محمد المالكي إن المحكمة الكبرى الجنائية الدائرة الرابعة أصدرت حكمها أمس في القضية المعروفة باسم تفجير الرفاع الإرهابي، حيث قضت بالسجن المؤبد للمتهم الأول والثاني والسجن لمدة 15 عاماً للمتهمين من الثالث إلى الخامس عن تهم تأسيس جماعة على خلاف أحكام القانون الغرض منها الاعتداء على الأشخاص والممتلكات والاعتداء على الحريات والحقوق العامة والخاصة وكان الإرهاب من وسائلها في تحقيق وتنفيذ أغراضها، وكذلك الانضمام إلى تلك الجماعة مع العلم بممارستها نشاطاً إرهابياً، وكذا إحداث تفجير بقصد ترويع الآمنين، والتدريب على تصنيع المتفجرات، فضلاً عن تهمة سرقة سيارتين.
وأوضح محمد المالكي، أن تفاصيل القضية تعود إلى أن المتهمين خططوا لإحداث التفجير الإرهابي لدى أحد المساجد بمنطقة الرفاع بغرض ترويع الآمنين والإخلال بالأمن العام وقاموا بسرقة سيارتين لاستخدامهما في تنفيذ مخططهم الإرهابي.
فيما تشير وقائع الدعوى بحسب أوراق الدعوى أن المتهمين الأول والثاني قاما بتأسيس جماعة هدفها تعطيل أحكام القانون، ومنع مؤسسات في الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطن، والاضرار بالوحدة الوطنية، وكان الأرهاب من وسائلها.
وأتفقا مع المتهمين الآخرين وآخر مجهول بالقيام بعملية تفجير في منطقة الرفاع، وبناء على ذلك الاتفاق قام المتهم الاول بتسليم المتهم الثالث مبلغاً مالياً لشراء اسطوانات الغاز، من أجل استخدامها في عملية التفجير.
وقام المتهم الاول بجلب شخص مجهول مهمته تدريب المتهمين من الثالث إلى الخامس على طريقة صناعه المتفجرات، وتنفيذ عملية تجريبيه في منطقة كرزكان.
وبعد التدريب على صناعة المتفجرات وتنفيذ التجربه، وفي 17 يوليو الماضي وتحديداً في الساعة الثامنة مساء، وبطلب من المتهم الأول قام المتهمين الثالث والرابع والخامس بسرقة سيارتين من منطقة سلماباد الصناعية، ووضعوا العبوة المتفجرة التي هي عبارة عن اسطوانتي غاز، معبأة بالغاز والاوكسجين، موصولة بأسلاك كهربائية بأسطوانات الغاز، وتوصيلها بهاتف نقال وبرمجته، في أحدى السيارتين. وقد تولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة فور تلقيها البلاغ، حيث أجرت معايناتها لمكان الحادث وأثبتت الأضرار والتلفيات التي لحقت بالسيارات التي تصادف وجودها في ذلك المكان، وندبت خبراء مسرح الجريمة والمختبر الجنائي وخبراء المتفجرات لفحص الآثار المشاهدة بالموقع والكشف عن ماهية المفرقعات المستخدمة في التفجير.
وثبت من التحقيق تعمد المتهمين آنذاك إحداث التفجير في وقت ارتياد المصلين للمسجد لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان، وذلك بقصد إحداث أكبر قدر من الترويع. وفي ضوء ما أسفرت عنه التحريات من تحديد أشخاص بعض المتهمين المتورطين في الحادث.
فقد أصدرت النيابة أمراً بضبطهم وإحضارهم وتفتيش مساكنهم وقامت باستجوابهم ومواجهتهم بما توافر ضدهم من أدلة وأمرت بإحالتهم إلى المحاكمة الجنائية حيث تداولت القضية بالجلسات إلى أن أصدرت المحكمة حكمها بإدانة المتهمين ومعاقبتهم.
وذكر وكيل النيابة بأن الحكم جاء متناسباً مع الجرم الذي أتاه المتهمون وخطورتهم الإجرامية التي تمثلت في اختيارهم مكان التفجير لدى بيت من بيوت الله لترويع المصلين الآمنين ولعدم مراعاتهم حرمة شهر رمضان الفضيل، وتعمدهم اختيار توقيت صلاة التراويح لعلمهم بازدياد أعداد المصلين في هذا المسجد، بما يعكس دناءة غرضهم الإرهابي المستهدف من الجريمة.