اقترحت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال مشاركتها بالمؤتمر الثقافي الدوري الذي تستضيفه الصين يستعرض القيمة التاريخية لطريق الحرير، لمنظمي المؤتمر يدعوهم لاختيار وجهةٍ في كل عام لتكون «مدينة على طريق الحرير»، ليتم الاحتفاء سنوياً بتاريخ العلاقات الثنائية بين الصين والدولة المختارة، مقترحة اختيار مدينة المحرّق كأول مدينةٍ تحمل هذا اللقب في العام 2018.
والتقت الشيخة مي، وزير الثقافة الصيني لي يانغ أمس الأول في اجتماعٍ مشترك على هامش المؤتمر حضره وفدٌ من الجانبين، تم خلاله مناقشة عدد من الموضوعات المهمة، منها تجديد الاتفاقية الثقافية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية وما تحمله من أهمية في التنسيق للعمل الثقافي بين البلدين.
وتباحث الطرفان خطط تعزيز التعاون في مجالات الثقافة المتفرعة، لاسيما المسرح من خلال استضافة البحرين للعروض الفنية الصينية، كما تم الحديث عن إنشاء المركز الثقافي الصيني في البحرين على أن يكون مقره أحد البيوت التراثية بالمملكة.
ودعت الشيخة مي بنت محمد المؤتمرين، إلى مشاركة البحرين احتفالاتها بتتويج المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية، والتي ستكون وجهة عالمية عبر وقوعها على طريق الحرير من جهة، واحتضانها لطريق اللؤلؤ -مَعلم تراث إنساني عالمي.
وقالت الشيخة مي في كلمة أمام المؤتمر: «تمثل مثل هذه المناسبات الدورية فرصة للجميع ليس فقط لاكتساب الخبرة والاطلاع على منجزات الآخر، بقدر ماهي مثال حي للهدف الأسمى للثقافة ألا وهو الالتقاء الحضاري، وإيجاد نقاط تداخُل تعشرّفنا بالملامح الثقافية المشتركة بيننا وبين دول العالم».
وشددت على الدور الرئيسي للثقافة، حيث قالت: «نؤمن بأن دور الثقافة الحقيقي يتمحور حول خلق صورة ذهنية لبلداننا تتّسق مع ما تمتلكه من إرث وحضارة وتاريخ، والترويج لتلك الصورة بما يحقق لبلداننا المكانة المستحقة على خارطة الثقافة والتراث العالمي».
وعن أهمية طريق الحرير قالت الشيخة مي: «نثمّن جهود الحكومة الصينية الرامية إلى إعادة إحياء ذلك المسار القديم، الذي ما زال يحمل آثار قوافل أجدادنا الأُول، حيث كان القدماء يتوفون فيه عند محطات مختلفة من الشرق والغرب للتبادل التجاري والثقافي أيضاً».
واستحضرت الشيخة مي بنت محمد في كلمتها طريق اللؤلؤ في إشارة إلى الرابط المشترك بين الطريقين: «نحن نرى في مشروع طريق اللؤلؤ بمدينة المحرّق محاكاةً لطريق الحرير، حيث يعبر طريق اللؤلؤ عن هوية البحرين الأصيلة، ويسلط الضوء على اللؤلؤ بدءاً من رحلة الغوص، وصولاً إلى الحركة الاقتصادية والتجارية في البحرين قديماً، ومن هنا سيكون طريق اللؤلؤ في البحرين والذي يُفتتح في العام 2018 تزامناً مع إطلاق لقب «عاصمة الثقافة الإسلامية» على مدينة المحرق، نقطة محورية في مسار طريق الحرير».