قال رئيس أمناء مركز «مينا للاستثمار» د.زكريا هجرس إن الدول بدأت تشهد فترة من الركود الاقتصادي الطويل وتراجع نمو اقتصاديات دول كبرى وشبه انقراض لشركات متعددة الجنسيات وصعود شركات عملاقة في فترة زمنية قياسية، وفي نفس الوقت نشهد متغيرات تكنولوجية مذهلة تشير إلى بروز نموذج أو نظام إنتاج اقتصادي جديد سيساهم في إعادة تكوين الاقتصاد العالمي بشكل عام».
وأضاف في كلمة، خلال انعقاد القمة الصناعية «منتدى البحرين الصناعي 2016» أمس، أن القمة تأتي في ظل ظروف ومتغيرات اقتصادية وسياسية على المستوى الإقليمي والدولي تحتم على الجميع اعادة النظر في آلية وماهية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها ليس دول المنطقة فحسب، بل على مستوى الاقتصاد العالمي كذلك.
وأوضح هجرس، أن طموح القائمين على تنظيم القمة الصناعية جاء ليكون لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة ككل دور متميز في هذه العملية من النمو المستقبلي بحيث تصبح هذه القمة بمثابة المنصة التي يتم عبرها تبادل الخبرات وتناول المعرفة في القطاع الصناعي بمفهومه الأوسع واستعراض الفرص التي يوفرها القطاع، وأيضاً مراجعة التحديات التي تواجهه مستقبلاً.
وتركزت الحلقات النقاشية لأعمال المنتدى، الذي يأتي بتنظيم من «بحرين بزنسز» وبالتعاون مع «مركز مينا للاستثمار» - شريك استراتيجي، ومكتب التنمية الصناعية في البحرين «اليونيدو»، على بحث كيفية تمكين القطاع الصناعي من انقاذ المنطقة من أزمة الموارد، خاصة مع استمرار أزمة هبوط أسعار النفط الخام لأكثر من عامين، والذي يعتبر المصدر الرئيس لدخل دول مجلس التعاون الخليجي.كما ناقش المشاركون ماهية الصناعات التي يمكن للمنطقة أن تعول عليها في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه المنطقة والعالم، وكيفية الخروج بحلول عملية من مأزق الوقود الأحفوري.
وبحث المشاركون، كيفية المحافظة على القوى العاملة في القطاع الصناعي، ودور المناطق الصناعية في تحفيز النمو المستدام على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تقييم التعاون الصناعي بين دول المنطقة وكيفية الارتقاء بمستوياته على مختلف الأصعدة.
وأكد المشاركون أنه بات من الضرورات الملحة تبني نهج سياسات التنويع الاقتصادي وتنويع القاعدة الاقتصادية، لا سيما في دول الخليج ليجعلها بمنأى عن التحولات والتقلبات في السوق العالمي للغاز والنفط على المدى الطويل، إلى جانب إيجاد فرص عمل لمواطنيها في القطاع الصناعي، وتوفير المزيد من المعرفة والتحضير لعملية الانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط والغاز.
وقال الخبير الاقتصادي السعودي د.إحسان بوحليقة، إن دول مجلس التعاون الخليجي أمام تحدي حقيقي في إعادة هيكلة قطاعها الصناعي، لافتا إلى أن التوجه الرئيس الذي اختطته دول المجلس هو الصناعات التحويلية القائمة على الهيدروكربونات كلقيم أو طاقة، وكان هذا التوجه مفيداً لاستيعاب الفوائض آنذاك والمساهمة في تنويع اقتصاديات الدول القائمة على النفط.
وأكد أنه يجب على دول المجلس أن تتجه بذات الحماس للصناعات المعرفية المرتكزة إلى البحث والتطوير والإبداع وليس على الموارد الطبيعية ذات المردود العالي من حيث القيمة المضافة للاقتصاد وتوفير فرص وظيفية قيمة وفرص استثمار تتكامل مع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وبين بوحليقة أن المنتدى، يعتبر بيئة خصبة للأفراد والشركات على حد سواء للمشاركة في صنع مستقبل المنطقة الصناعية، والاستماع من المسؤولين والمشتغلين بالقطاع، وهو كذلك فرصة للالتقاء بصانعي القرار وإيصال وجهات النظر لهم.