نيويورك - (وكالات): طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ «وقف القتال» في سوريا وذلك عند افتتاحه أعمال الجمعية العامة للمنظمة الأممية، مؤكداً أن «نظام الرئيس بشار الأسد مسؤول عن معظم القتلى في سوريا».
وقال بان «أدعو كل الذين لديهم نفوذ للعمل من أجل وقف القتال وبدء المفاوضات» تمهيداً لانتقال سياسي، وذلك بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعاً في سوريا. وندد بان كي مون بالقصف الذي تعرضت له قافلة للامم المتحدة والهلال الاحمر السوري في منطقة حلب. ووصف ما حصل بـ»الهجوم المقزز والوحشي والمتعمد على الأرجح» ما دفع الأمم المتحدة إلى تعليق عملياتها الإنسانية في سوريا. ووصف العاملين في المجال الإنساني في سوريا بـ»الأبطال» ونعت الذين قصفوهم بـ»الجبناء» الذين يجب أن «يحاسبوا على أفعالهم». وقال بان كي مون إن النزاع في سوريا هو النزاع «الذي يوقع أكبر عدد من القتلى ويتسبب بأكبر قدر من زعزعة الاستقرار» مهاجماً بشكل أساسي نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال في هذا الإطار «الكثير من المجموعات قتلت مدنيين أبرياء، ولكن أياً منها لم يقتل بقدر الحكومة السورية التي تواصل استخدام البراميل المتفجرة ضد مناطق سكنية وتعذيب الأسرى بشكل ممنهج».
وانتقد جميع الأطراف «التي تغذي آلة الحرب» مشيراً إلى وجود ممثلي حكومات في قاعة الجمعية العامة «سهلوا ومولوا وحتى شاركوا في فظاعات ارتكبت من قبل جميع أطراف النزاع». ومن المتوقع أن يهيمن النزاع في سوريا على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتترأس الولايات المتحدة وروسيا اجتماعاً في نيويورك حول سوريا في محاولة لإنقاذ ما تبقى من العملية السياسية.
وتشارك في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا 23 دولة ومنظمة دولية في محاولة لإنقاذ الهدنة التي تقررت في 9 سبتمبر الحالي. من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من انتشار الفكر «القومي العدائي» و»الشعبوية الفظة» في الولايات المتحدة والعالم، مستهدفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب.
وقال في إشارة واضحة إلى حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية «البعض يقولون إن المستقبل يفضل الرجل القوي (..) أعتقد أن طريقة التفكير هذه خاطئة».
وتابع «التاريخ يدل على أن الرجال الأقوياء ليس أمامهم سوى طريقين: القمع الدائم الذي يخلق النزاع في الوطن، أو جعل الأعداء في الخارج ضحية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حرب». ووجه أوباما رسالة أكثر مباشرة إلى نظيره الروسي فلايمير بوتين الذي يتهم بغزو أوكرانيا ونشر قوات في روسيا - بمحاولة استخدام الجيش لاستعادة مجد بلاده السابق. وقال «في عالم شهد أفول عصر الإمبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة مجدها المفقود من خلال القوة».
من ناحيته، حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة النظام السوري «مسؤولية فشل» وقف إطلاق النار في سوريا. وقال هولاند «ليس لدي سوى كلمة واحدة: هذا يكفي» في إشارة إلى ضرورة وقف القتال في سوريا، قبل أن يعلن أن النظام السوري «مسؤول عن فشل» وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوع. من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى حل سياسي فوري لتسوية الأزمة في سوريا وقال إن «توغل تركيا في شمال سوريا في أوائل سبتمبر الحالي أدى إلى إقامة سلام وتوازن واستقرار في منطقة سيطر عليها اليأس».
ودعا أردوغان أيضاً زعماء العالم إلى اتخاذ إجراءات ضد «الشبكة الإرهابية» لرجل الدين التركي فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة والتي قال إنها تهدد أمن بلدانهم. وفي وقت لاحق، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن على مجلس الأمن مسؤولية تاريخية لوقف القتل الهمجي للسوريين، لافتاً إلى أن «النظام السوري بات يستورد المنظمات والميليشيات التي تشكل خطراً على الأمن الإقليمي». وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الشيخ تميم بن حمد إن «النظام السوري شعاره إما بشار الأسد وإما حرق البلد»، مضيفاً أن «النظام تلقى إشارات على أنه لا سقف لما يمكن ارتكابه من جرائم بحق شعبه».
وعشية الافتتاح الرسمي لأعمال الجمعية العامة، وعدت الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة بمحاولة تحسين مصير ملايين اللاجئين من أجل حل الأزمة غير المسبوقة لكن دون تحديد أرقام خلافاً لرغبة المنظمات غير الحكومية.
وإعلان النوايا يلزم الدول «بحماية الحقوق الأساسية لكل المهاجرين واللاجئين» وزيادة الدعم لدول الاستقبال التي ترزح تحت هذا العبء وتحسين تعليم أولاد المهاجرين، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عند افتتاحه هذه القمة الأولى المخصصة للهجرة.