تقف نجاحات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية مؤشراً واضحاً لتجسيد المعنى الحقيقي لمقولة «خير خلف لخير سلف»، حيث تعيش السعودية نهضة حضارية في عهد جلالته بفضل سياسته التي تقوم على ضخ دماء شابة لقيادة المملكة بإعطائهم فرصاً للمشاركة الفاعلة في النماء والتطوير على نهج الآباء. وبعد رحيل المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، استكمل خادم الحرمين الشريفين مسيرة البناء والنماء، وشهدت المملكة نهضة تطويرية في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكان أبرزها تشكيل إدارة جديدة تختلف عن سابقتها بدمائها الشابة تواجه ملفات داخلية وخارجية تحمل في طياتها تحديات كبيرة، والاستماع إلى مشكلات الشباب وإعطاء طلباتهم الأولوية، وتطوير أداء الخدمات الحكومية، والارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين في جميع أنحاء المملكة. وأكد خادم الحرمين الشريفين عزم المملكة وضع الحلول «العملية والعاجلة» لتوفير السكن الملائم للمواطن وتشييد وحدات سكنية، وتمليكهم لمساكنهم وإيجاد فرص العمل للسعوديين. كما أخذ الملك على عاتقه تطوير قطاع الرعاية الصحية بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع حيثما كانوا. وأولى تطوير التعليم أهمية خاصة من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي، وتعزيز البنية الأساسية السليمة له بما يكفل أن تكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية وسوق العمل. وتتجه سياسة الملك إلى عدم الاعتماد على النفط اعتماداً كلياً وتطمح إلى التنويع في مصادر الدخل بتكثيف تصنيع مشتقات البترول التي من شأنها توسيع القاعدة الصناعية للمملكة. وفي هذا الصدد قال الملك سلمان عبر حسابه في «تويتر» «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك». وقد توجه خادم الحرمين الشريفين إلى ضخ الدماء الشابة في القيادة حتى يكون المستقبل مطمئناً في الداخل والخارج من خلال سلسلة من التعيينات، حيث أصدر أمراً ملكياً بتعيين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، كما عين نجله الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، ووزيراً للدفاع. ورأى خبراء ومحللون أن «الملك سلمان من خلال هذه القرارات غير وجه الدولة حيث التحديات الجديدة تحتاج إلى دماء شابة»، مشيرين إلى أنه «من الواضح الاتجاه نحو عصر الشباب، والملك سلمان أراد أن يجدد عهد الدولة السعودية الثالثة بضخ هذه الدماء الشابة «. ووصف مراقبون التغييرات الجديدة بأنها «تجديد ونقل الحكم للجيل الثاني والثالث في العائلة المالكة». ويشير توجه خادم الحرمين الشريفين نحو تمكين الشباب السعودي ووضعه في الطليعة والقيادة إلى أن المملكة بدأت تعمل وفق استراتيجيات بعيدة المدى تضمن انتقال الخبرات من جيل لآخر، الأمر الذي يؤكد النهج السليم والنظرة الثاقبة للعاهل السعودي. ومن هذا المنطلق توقع مراقبون أن «تحقق المملكة طفرات كبيرة في ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة خلال العقود المقبلة»، لافتين إلى «تولي قيادات شابة زمام الأمور في البلاد»، ما يعزز دور المملكة وتوفير الرفاهية للمواطن السعودي.
وتحدثت وسائل الإعلام العالمية كثيراً عن الشخصيات التي اختارها الملك سلمان للمرحلة المستقبلية المقبلة، مشيرة إلى أن «المرحلة المقبلة تتطلب هذه التغييرات على المستويات كافة وستشكل ركيزة كبيرة للمؤشرات الاقتصادية والسياسية لبلد مثل السعودية بحجم إمكاناتها المختلفة، كما أثنت على هذه الاختيارات في تخصصها وعمرها ومدى قوة مسؤوليتها».
وأبرزت وسائل الإعلام العالمية التقارير حول دور الأمير محمد بن نايف في قيادته للأمن السعودي ودوره في دحر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة «داعش».
وأضافوا أن «الأمير محمد بن سلمان منخرط إلى حد كبير في الأمر، وهو يبحث عما هو جيد لبلاده، وليس ما هو جيد لوزارة بعينها، فهو يبرز في الخط الأمامي للقيادة بالمملكة»، مشيرين إلى أن «هذه القرارات، ولاسيما المتعلقة بولي العهد، ولي ولي العهد، تبدو أنها لم يسبق لها مثيل». ويملك خادم الحرمين الشريفين، تاريخاً حافلاً بالنجاحات، يتميز بمنهج إداري رصين. وتولى العاهل السعودي مناصب عدة، بدأها أميراً للرياض على فترتين ثم وزيراً للدفاع، وولياً للعهد. ويحظى العمل الإنساني والثقافي باهتمام الملك سلمان. وتمّت مبايعة خادم الحرمين الشريفين ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 2 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م، وكان الملك سلمان، قد قضى أكثر من عامين ونصف ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، إثر تعيينه في 18 يونيو 2012، بأمر ملكي، كما بقي حينها في منصبه وزيراً للدفاع في السعودية، وهو المنصب الذي عين فيه منذ 5 نوفمبر 2011، قبل ذلك، كان الملك سلمان أميراً لمنطقة الرياض أكثر من 50 عاماً.