أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد السعودي الذي يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالمملكة، في عام 2016، ملامح خطة عريضة للإصلاح الاقتصادي والتنمية تحت عنوان «رؤية السعودية 2030» للنهوض باقتصاد المملكة وتحريرها من الاعتماد على النفط. وتتألف الخطة من 9 محاور هي:
* إنشاء صندوق سيادي: حيث ستعمل المملكة على تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بتريليوني دولار إلى 2.5 تريليون دولار ليصبح بذلك «أضخم» الصناديق السيادية عالميا.
وأوضح الأمير محمد أن «البيانات الأولية تتكلم أن الصندوق سوف يكون أو يسيطر على أكثر من 10% من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية»، و»يقدر حجم ممتلكاته بأكثر من 3%» من الأصول العالمية. وأضاف أن السعودية ستكون «قوة استثمارية» من خلال الصندوق الذي «سيكون محركاً رئيساً للكرة الأرضية وليس فقط على المنطقة».
* التحرر من النفط: تركز الخطة على التحرر من النفط، حيث قال ولي ولي العهد السعودي إنه يرى أن المملكة تستطيع «العيش بدون نفط» بحلول عام 2020. وأكد أيضاً أن بلاده تستطيع تحقيق هذه الخطة الاقتصادية «حتى لو كان سعر النفط 30 دولاراً أو أقل»، مضيفاً «نعتقد أنه من شبه المستحيل أن يكسر سعر النفط 30 دولاراً بحكم الطلب العالمي».
وتهدف الخطة إلى زيادة الإيرادات غير النفطية 6 أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنويا إلى 267 مليار دولار سنوياً، كما تهدف إلى زيادة حصة الصادرات غير النفطية من 16% من الناتج المحلي حالياً إلى 50% من الناتج.
وفي هذا السياق، تسعى السعودية إلى تحسين وضعها لتصبح ضمن أفضل 15 اقتصاداً في العالم بدلاً من موقعها الراهن في المرتبة العشرين.
وفي ما يتعلق بمصادر الطاقة، قال الأمير محمد بن سلمان إن السعودية ستنشئ مجمعا ضخماً للطاقة الشمسية شمال البلاد.
وأشار إلى أن الصناعات السعودية سترتكز على نقاط القوة وتتجنب نقاط الضعف مثل موارد المياه الشحيحة، وذلك بتوجيه الاستثمار في مصر والسودان.
*طرح أرامكو بالبورصة: ستطرح السعودية «أقل من 5 %» من شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو» للاكتتاب العام في البورصة وستخصص عائدات الطرح لتمويل الصندوق السيادي السعودي. وأكد الأمير محمد أن أرامكو «جزء من المفاتيح الرئيسة» للرؤية الاقتصادية.
وأشار إلى أنه يتوقع تقييم أرامكو إجمالاً بأكثر من تريليوني دولار، مضيفاً أن طرح 1% فقط من أرامكو سيكون «أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية»، كما ذكر أنه يريد تحويل أرامكو إلى شركة قابضة ذات مجلس إدارة منتخب.
*البطاقة الخضراء: أعلن ولي ولي العهد السعودي أن بلاده ستطبق نظام «البطاقة الخضراء» خلال خمس سنوات من أجل تحسين مناخ الاستثمار، وأوضح أن هذا النظام سيمكن العرب والمسلمين من العيش طويلاً في السعودية، مضيفاً أن المملكة ستفتح السياحة أمام جميع الجنسيات بما يتوافق مع قيم ومعتقدات البلاد.
* 30 مليون معتمر: تخطط السعودية لزيادة عدد المعتمرين سنوياً من 8 ملايين إلى 30 مليوناً بحلول عام 2030. وقال ولي ولي العهد السعودي إن «السعودية تنوي إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم واختارت الرياض مقراً له لإتاحة الفرصة لغير المسلمين لزيارته».
وحول سبل تحقيق ذلك، أشار الأمير محمد بن سلمان إلى أعمال تطوير البنى التحتية كمطار جدة الجديد ومطار الطائف، إضافة إلى تطوير البنى التحتية في مكة واستثمار أراض محيطة بالحرم المكي.
*التوظيف والقطاع الخاص: تهدف الخطة إلى زيادة مشاركة النساء في سوق العمل من 22% إلى 30%، وخفض نسبة البطالة بين السعوديين من 11.6% إلى 7%. وتسعى المملكة إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي من 3.8% حالياً إلى 5.7%.
*صناعة عسكرية: السعودية الآن «بصدد إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية مملوكة 100% للحكومة تطرح لاحقاً في السوق السعودي».
*الإسكان والمشروعات: ستعمل الحكومة السعودية على إعادة هيكلة قطاع الإسكان للمساهمة في رفع نسب تملك السعوديين.
*مكافحة الفساد: تقضي الخطة بتعزيز مكافحة الفساد، إذ قال الأمير محمد بن سلمان إن «الفساد موجود في كل المجتمعات وفي كل الحكومات وبنسب متفاوتة، الذي يهمنا اليوم أن نكون في مقدمة الدول في مكافحة الفساد».