تضطلع المملكة العربية السعودية بدور ريادي خليجيا وعربيا ودوليا، حيث تستشعر المملكة دورها الحضاري والإنساني تجاه المجتمع العربي والإسلامي خصوصاً، والمجتمع الدولي عموماً، كونها دولة رائدة، محضن لرسالة عالمية، وقبلة للمسلمين قاطبة، تنتصر للشرعية وتبذل قصارى جهدها في مكافحة الإرهاب، وتحتضن اللاجئين، كما إنها ذات وزن اقتصادي حضاري وثقافي أهلها للحضور في دوائر العون الإنساني الإقليمي والدولي، ونقلها إلى مقدمة الدول التي تأنس برأيها منظمات الغوث العالمية الرسمية منها والطوعية، وتعول على دعمها وتفاعلها في الملمات والكوارث الخطيرة التي تتطلب تحركاً إنسانياً عاجلاً. ويسجل التاريخ المعاصر في سجلاته الرسمية والشعبية وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية، بل إلى جانب شعوب العالم أجمع في كثير من المحن والابتلاءات، تضمد الجراح، وتوفر الغذاء والكساء والمأوى للمتضررين في مواقعهم داخل بلدانهم. وقد ظلت المملكة العربية السعودية - حكومة وشعباً - تستأثر بموقف الريادة، وتأخذ زمام المبادرة في الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي والإغاثي لشعوب الأرض قاطبة.
في مارس 2015، قرر خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم»، ثم «إعادة الأمل»، بقيادة المملكة، لمواجهة المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، وحلفاؤهم قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بناء على طلب من الرئيس الشرعي لليمن المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، انتصاراً للشرعية، ونصرة للشعب اليمني الشقيق. ويعد قرار المملكة بالانتصار للشرعية في اليمن، قراراً تاريخياً، سيسجل بأحرف من نور في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية حيث جاء بعد تدهور الأوضاع في اليمن وانزلاقه نحو الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس. وبعد أشهر، وسع التحالف من عملياته لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر، مكن القوات الشرعية من استعادة 5 محافظات جنوبية أبرزها عدن. وتواصل قوات التحالف دعمها للقوات الشرعية من اجل تحرير كامل الأراضي اليمنية خاصة العاصمة صنعاء. على المستوى الإنساني، يسجل التاريخ المعاصر في سجلاته الرسمية والشعبية وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية، بل إلى جانب شعوب العالم أجمع في كثير من المحن والابتلاءات، تضمد الجراح، وتوفر الغذاء والكساء والمأوى للمتضررين في مواقعهم داخل بلدانهم، وهو السياق الذي استحقت معه هذه البلاد المباركة لقب «مملكة الإنسانية» تجسيداً لأثر الجهود التي قدمتها المملكة من بين الدول المانحة التي تضطلع بدورها الإنساني في هذه المنظومة الدولية. وتصنف السعودية الثالثة عالميا من حيث تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية، إذ بلغت المساعدات التي قدمتها المملكة خلال العقود الأربعة الماضية 139 مليار دولار أمريكي، حيث تتعامل السعودية مع هذه القضية انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي، وحرص السعودية منذ تأسيسها على مساعدة المحتاجين وتقديم يد العون لهم. وتجسيداً للمعاني الإنسانية السامية، وفي الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون السوريون واليمنيون أوضاعاً صعبة ومأساوية خاصة مع توجه أعداد كبيرة نحو أوروبا الغربية، تستضيف المملكة، ما يزيد على 2.5 مليون لاجئ سوري منذ بداية اندلاع الثورة السورية، واكثر من مليون لاجئ يمني، حيث لم تستقبلهم كلاجئين أو وضعتهم في معسكرات لجوء حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، لكنها منحتهم حرية الحركة الكاملة وسمحت لهم بدخول سوق العمل والالتحاق بالمدارس والجامعات والحصول الرعاية الصحية المجانية. وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الرياض للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال نحو 42 مليون دولار.وحرصا من خادم الحرمين الشريفين على توحيد جهود المملكة الإغاثية والإنسانية لدعم الدول المحتاجة المساعدات جاء إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليعكس الدور الإنساني المشرق للسعودية على مستوى العالم. وفي مجال خدمة الحرمين الشريفين، يشهد الحرم المكي وساحاته عدة مشروعات عملاقة، وبات الحرم ورشة عمل لا تهدأ وتدار بتوجيهات ومتابعة مباشرة من قبل خادم الحرمين الشريفين، حيث تقدر قيمة المشروعات بمليارات الدولارات.