عواصم - (وكالات): شنت طائرات حربية تابعة لجيش الرئيس بشار الأسد أعنف ضربات جوية منذ شهور على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب شمال سوريا تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين بعد ليلة تخللها اندلاع حرائق ضخمة، في حين تجاهلت روسيا وحكومة النظام السوري مناشدة من الولايات المتحدة لوقف الضربات مما يبدد أي أمل في إحياء وقف لإطلاق النار، في وقت أعربت الأمم المتحدة عن أملها ببدء «محادثات مباشرة» بين الأطراف السورية في الأسابيع المقبلة. وجنوب سوريا، قتل 12 شخصاً بينهم «وزير في الحكومة المؤقتة» المنبثقة عن المعارضة في تفجير استهدف افتتاح مخفر في مدينة إنخل في محافظة درعا.
وفي إطار استكمال اتفاق توصلت إليه حكومة الأسد والفصائل في وقت سابق، خرج 123 مقاتلاً برفقة 157 مدنياً من أفراد عائلاتهم من حي الوعر، آخر معقل للمعارضة في مدينة حمص. واتهم مركز حلب الإعلامي وناشطون معارضون طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الأحياء الشرقية. وقال مسؤولون من المعارضة المسلحة وعمال إنقاذ إن قنابل حارقة كانت بين القذائف التي انهمرت من الجو على حلب. وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة إن عدد القتلى يبلغ 45. وقال عمار السلمو رئيس خدمة الإنقاذ التي تعرف بالدفاع المدني شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة إن الأمر يبدو وكأن الطائرات تحاول تعويض كل الأيام التي لم تسقط فيها قنابل خلال وقف إطلاق النار.
وبات واضحاً من خلال الهجوم الذي نفذته طائرات إما تابعة للحكومة السورية أو حلفائها الروس أو الاثنين معاً أن موسكو ودمشق رفضتا مناشدة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوقف القصف الجوي حتى يتسنى توصيل المساعدات وإنقاذ وقف إطلاق النار.
في الوقت نفسه قال الأسد في مقابلة أجرتها وكالة أسوشيتد برس إن الحرب في بلاده «ستمتد» ما دامت جزءاً من صراع عالمي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الضربات الجوية كانت الأعنف منذ شهور داخل حلب.
وفي مؤشر آخر على عزم الحكومة السورية السيطرة على مزيد من الأرض والاحتفاظ بها مضت في إجلاء مقاتلي المعارضة من الوعي آخر حي يسيطرون عليه في حمص وهو ما يستكمل استعادة الحكومة للمدينة الواقعة وسط البلاد وتحول معظمها الآن إلى حطام. وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستستأنف إرسال المساعدات إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بعد تعليقها لمدة 48 ساعة لمراجعة الضمانات الأمنية بعد هجوم الاثنين الماضي على قافلة مساعدات قرب حلب قتلت نحو 20 شخصاً. وطلبت الأمم المتحدة من الأسد السماح لها بتوزيع المساعدات الغذائية العالقة على الحدود التركية السورية، محذرة بأنها ستفسد. ويعيش نحو 250 ألف مدني محاصرين في الأحياء الشرقية وتحت القصف في ظل نقص في المواد الغذائية، في وقت تتعثر جهود الأمم المتحدة لإدخال قوافل مساعدات. من جانبه، أبلغ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دنفورد الكونغرس بأنه لا يعتقد أن من الحكمة تبادل المعلومات مع روسيا وقال إن هذا لن يكون ضمن مهام الجيش إذا قررت واشنطن وموسكو العمل معاً في سوريا.