كشفت مصادر مطلعة لرويترز أن المملكة العربية السعودية عرضت تقليص إنتاجها من النفط إذا وافقت منافستها إيران على تثبيت إنتاجها هذا العام بما يمثل حلاً وسطاً قبل المحادثات المقررة في الجزائر الأسبوع المقبل في الوقت الذي تسعى فيه الرياض لاتفاق في أوبك لدعم الأسعار، فيما ارتفعت أسعار النفط بعد الأنباء عن أن السعوديين يعرضون اتفاقاً على إيران.
وأضافت المصادر لـ «رويترز»، اشترطت عدم الكشف عن أسمائها، أن العرض الذي لم تقبله طهران أو ترفضه حتى الآن جرى تقديمه هذا الشهر.
وتعقد أوبك اجتماعاً غير رسمي الأسبوع المقبل في الجزائر تحضره روسيا غير العضو بالمنظمة، وستعقد المنظمة التي تنتج ثلث النفط العالمي أيضاً اجتماعاً رسمياً في فيينا بنهاية نوفمبر المقبل.
وقال مصدر على دراية بالتوجهات السعودية بشأن النفط إن «اجتماع الجزائر ليس اجتماعاً لاتخاذ قرارات بل هو للتشاور».
وذكرت المصادر أن الرياض مستعدة لخفض الإنتاج إلى مستويات أدنى بلغها في وقت مبكر من هذا العام في مقابل تثبيت إيران لإنتاجها عند المستوى الحالي البالغ 3.6 مليون برميل يومياً.
وقال أحد المصادر «إن السعوديين مستعدون للخفض ولكن على إيران أن توافق على التثبيت.
وامتنع مصدر على دراية بالتوجهات الإيرانية عن التعليق على تفاصيل العرض لكنه لم يستبعد التوصل إلى حل وسط بنهاية الأسبوع قائلاً «دعهم يتكلمون وجهاً لوجه»، ولم يصدر تعليق رسمي من السعودية أو إيران.
وارتفعت أسعار النفط بعد الأنباء عن أن السعوديين يعرضون اتفاقاً على إيران لكنها تخلت عن مكاسبها في وقت لاحق ليجري تداول الخام بانخفاض نسبته أربعة بالمئة مع تلاشي آمال التوصل إلى اتفاق الأسبوع المقبل.
وسعر النفط دون 46 دولاراً للبرميل أقل مما تحتاجه موازنات معظم الدول الأعضاء في أوبك كما أنه أقل كثيراً من مستوى الذروة الذي سجله في 2014 والذي تجاوز 115 دولاراً للبرميل.
وينخفض الإنتاج السعودي من النفط عادة في الشتاء ويرتفع في أشهر الصيف الحارة، وبالتالي فإن إيران قد ترفض الخفض المقترح باعتباره محاولة من الرياض لتقديم هبوط طبيعي على أنه خفض في الإنتاج.
وتعهدت إيران بتعزيز الإنتاج إلى أربعة ملايين برميل يومياً رغم أن إنتاجها تباطأ في الأشهر الثلاثة الأخيرة عند نحو 3.6 مليون برميل يومياً ما يشير إلى أن إضافة دفعة جديدة للإنتاج قد تكون أمراً صعباً دون استثمارات إضافية.
ولم يفصح المصدر عن مقدار الخفض الذي تنويه الرياض إذا وافقت إيران على تثبيت إنتاجها.
وقال وزير الطاقة الجزائري هذا الشهر إن أوبك تحتاج إلى خفض الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً للمساعدة في استقرار السوق.
وارتفع إنتاج الرياض منذ يونيو بسبب الطلب في الصيف ليصل إلى مستوى قياسي في يوليو عند 10.67 مليون برميل يومياً قبل أن ينخفض إلى 10.63 مليون برميل يومياً في أغسطس، وفي الفترة من يناير كانون الثاني حتى مايو آيار أنتجت السعودية نحو 10.2 مليون برميل يومياً.
وفى السابق رفض السعوديون مناقشة خفض الإنتاج.
واجتمع مسؤولون بأوبك من السعودية وإيران هذا الأسبوع في فيينا. وقالت المصادر إنهم لم يناقشوا العرض السعودي.
وقالت المصادر إن الاجتماع لم يحقق انفراجاً يذكر. وقال المصدر ذو الدراية بالتفكير السعودي إنه على الرغم من ذلك ساعد في بناء توافق.
وقال مصدران إن من المتوقع أن يشارك الحلفاء الخليجيون للمملكة بمنظمة أوبك وهم الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت في أي خفض للإنتاج إذا تم التوصل إلى اتفاق.
ويمكن أن يعتبر هذا العرض تحولاً في موقف الرياض التي قادت سياسة أوبك الحالية في عام 2014 من خلال رفض خفض الإنتاج منفردة لدعم الأسعار وآثرت الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنافسين خصوصاً أصحاب التكلفة المرتفعة.
وأدى هبوط أسعار النفط إلى ما بين 30 و50 دولاراً للبرميل من 115 دولاراً للبرميل في يونيو 2014 إلى تعزيز الطلب العالمي على النفط وانخفاض الإمدادات المرتفعة التكلفة كتلك القادمة من الولايات المتحدة.