عواصم - (وكالات): غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب شمال سوريا في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل عشرات المدنيين بعد ساعات من إعلان جيش الرئيس بشار الأسد بدء هجوم في المنطقة. ويتزامن التصعيد مع فشل الجهود الدبلوماسية في نيويورك في إعادة إرساء هدنة انتهت الاثنين الماضي بعد أسبوع من تطبيقها في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق أمريكي روسي، في وقت لم يحدد بعد موعد لقاء محتمل بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في نيويورك.
وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ عام 2012، لغارات كثيفة بشكل متواصل، تنفذها طائرات روسية وسورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي التصعيد بعد إعلان الجيش السوري بدء هجوم بري على الأحياء الشرقية في حلب ودعوته المواطنين إلى «الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة». وبحسب مصدر عسكري في دمشق، فإن «هدف العملية هو توسيع مناطق سيطرة الجيش» في حلب.
وتبحث الأمم المتحدة وفق ما أعلن المتحدث باسم مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي عن طريق بديل لإرسال مساعدات إلى الأحياء الشرقية، حيث يقيم نحو 250 ألف مدني في وضع «مأسوي».
وشكل إيصال المساعدات بنداً رئيسياً في اتفاق الهدنة التي انهارت بعد سريانها لأسبوع في مناطق عدة بينها حلب. وتبادلت موسكو وواشنطن راعيتا الاتفاق الاتهامات بعرقلة تنفيذ وقف إطلاق النار.
في موازاة ذلك، لم تنجح الجهود الدبلوماسية في نيويورك في إحياء وقف إطلاق النار. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي فشل اجتماع عقدته المجموعة الدولية لدعم سوريا لإعادة إرساء الهدنة. وحض روسيا على إبداء «جدية»، مطالباً دمشق «بوقف استخدام» طيرانها الحربي.
من جانبه، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بتزويد المقاتلين الأكراد شمال سوريا بمزيد من الأسلحة وقال إن واشنطن سلمت أسلحة مشحونة على طائرتين لوحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها أنقرة بأنها «إرهابية».