قالت سفيرة الجمهورية التركية لدى البحرين هاتون ديمرير إن الزيارة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى أنقرة أواخر أغسطس الماضي تبشر بعهد جديد في ترسيخ الروابط التاريخية الممتدة بين الدولتين، وتفتح آفاقاً أرحب من العلاقات الوثيقة والقوية بينهما في المستقبل القريب، وبما يضمن تحقيق المصالح المشتركة للبلدين وخير شعبيهما.
وأضافت أن الاتصالات القائمة والمستمرة ووشائج الصداقة الوطيدة بين قيادتي البلدين ستدعم مسار تطوير العلاقات بين مملكة البحرين والجمهورية التركية على كافة الأصعدة، معربة عن اعتزازها وتقديرها للمراحل المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات البحرينية - التركية، خاصة مع حرص بلادها على تفعيل التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات والارتقاء بها لمستويات أكثر تقدماً وازدهاراً.
وأكدت أن زيارة العاهل المفدى السامية لأنقرة ومباحثاته ولقاءه بالمسؤولين هناك، «كانت ناجحة جداً بكل المقاييس»، معتبرة إياها بأنها كانت «مثمرة وتاريخية بكل معنى الكلمة، وسيكون لها آثار إيجابية للغاية على مستوى توطيد العلاقات الأخوية بين البحرين وتركيا في جميع المجالات خلال الفترة المقبلة».
وذكرت أن توقيت الزيارة السامية «كان مهما جداً»، لاسيما بعد أن واجهت تركيا جملة من التطورات السياسية، محاولة انقلاب دموية قادتها منظمة «فتح الله غولن» الإرهابية لعزل الحكومة المنتخبة ديمقراطياً، وكان جلالة الملك المفدى أول زعيم من المنطقة والعالم العربي يقوم بزيارة رسمية لأنقرة أظهرت مملكة البحرين من خلالها للعالم موقفها الداعم لها موقفها المبدئي الرافض بشدة أي محاولة لتقويض الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا، لافتة إلى أن الزيارة عكست متانة العلاقات الأخوية بين البلدين، وسيكون لها دائماً مكانة خاصة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي قلوب وعقول الشعب التركي الذي لن ينسى هذه الزيارة وموقف البحرين.
وأضافت أن الزيارة حظيت باهتمام رسمي واسع، وذلك في إشارة لمراسم الاستقبال الحارة التي قوبل بها العاهل البحريني المفدى، حيث «عقد القائدان اجتماعاً ثنائياً، بعد مراسم الاستقبال الرسمي في المجمع الرئاسي في أنقرة، كما ترأسا جلسة مباحثات رسمية بحضور وفدي البلدين تم خلالها بحث العلاقات الثنائية القوية إلى جانب القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية».
وتابعت أنه تم التأكيد خلال المباحثات المشتركة بين البلدين على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات مع التركيز بشكل خاص على المجالات الاقتصادية والتجارية، موضحة أن الجانب التركي دعا إلى انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة خلال الربع الأخير من العام الجاري لتعزيز التعاون ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ونوهت بالتوقيع على 5 اتفاقات وبروتوكولات جديدة لتعزيز التعاون في المجال القانوني والشباب والرياضة والنقل الجوي والثقافة والتعليم، وذلك إثر جولة المحادثات الرسمية بين وفدي البلدين وبحضور فخامة الرئيس التركي وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الذي قام والوفد المرافق له بعد انتهاء برنامج الزيارة الرسمي لأنقرة بزيارة إلى إسطنبول لحضور حفل افتتاح الجسر الثالث الممتد على مضيق البوسفور والرابط بين آسيا وأوروبا.