عواصم - (وكالات): وجهت الدول الغربية اتهامات عنيفة إلى روسيا خلال اجتماع طارىء لمجلس الأمن حول سوريا، في حين يتواصل قصف الطيرانين الروسي والسوري على حلب بشكل عنيف، ما دفع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، والقوى العظمى الى التأكيد على ان ما يقوم به نظام الاسد وموسكو في حلب شمال البلاد، يندرج تحت «جرائم الحرب». وبعد أسبوع من المحادثات غير المجدية بدأ امس اجتماع لمجلس الامن بناء على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتسعى الدول الثلاث الى وقف القصف الجوي الذي باشره النظام وروسيا للسيطرة على الأحياء الشرقية لحلب الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مسلحة. ووجهت سفيرة الولايات المتحدة سامنثا باور انتقادات قاسية لروسيا التي تتقاسم مع الولايات المتحدة مهمة الاشراف على المحادثات الخاصة بالملف السوري. وقالت السفيرة الامريكية ان موسكو «تدعم نظاما قاتلا وتتمادى في الاستفادة» من كونها تتمتع بالفيتو في مجلس الامن، قبل ان تضيف «ان التاريخ لن يرحم روسيا».
وقالت ايضا «نعم هناك مجموعات ارهابية في سوريا الا ان ما تفعله روسيا في حلب ليس مكافحة للارهاب بل هو وحشية».
وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر بما اعتبره «جرائم حرب ترتكب في حلب»، داعياً إلى «ألا تبقى من دون عقاب». واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري في سوريا واستخدام المفاوضات «للتمويه». وشبه حلب بساراييفو خلال الحرب في البوسنة قبل نحو 20 عاماً، وبغيرنيكا في إسبانيا خلال الحرب الاهلية في البلد في ثلاثينات القرن الماضي. وشدد السفير الفرنسي على ان «جرائم حرب ترتكب في حلب» مشيراً إلى «استخدام قنابل حارقة وذخائر متطورة». كما ندد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بـ «الخروق الفاضحة للقوانين الدولية» في حلب وتطرق الى احتمال اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية. وكانت المحاولة الأخيرة لمجلس الأمن اللجوء الى المحكمة تعرقلت بسبب فيتو روسي. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون الدول الكبرى الى «بذل جهد أكبر لوضع حد للكابوس» في سوريا. وتساءل بان أمام الصحافيين «إلى متى سيسمح جميع من لهم تأثير في النزاع السوري باستمرار هذه الوحشية؟».
في المقابل، أبلغ سفير روسيا بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين مجلس الأمن الدولي بأن السلام في سوريا أصبح «مهمة شبه مستحيلة الآن».
وأوقع القصف على حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية نحو 115 قتيلاً، بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، من هؤلاء 19 طفلاً قتلوا تحت أنقاض منازلهم التي دمرها القصف الجوي.
وأكد شهود عيان تعرضهم للقصف بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ. وأعلن الجيش السوري الخميس الماضي بدء هجوم على الأحياء الشرقية في حلب التي يحاصرها منذ شهرين تقريباً، بهدف استعادة السيطرة عليها. وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن «صواريخ جديدة» تسببت في مشاهد مروعة. من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده مستعدة للمشاركة في عملية عسكرية بقيادة واشنطن لطرد تنظيم الدولة «داعش» من الرقة في سوريا، شرط استبعاد الميليشيات الكردية من الهجوم.