عواصم - (وكالات): سيطر جيش الرئيس بشار الأسد على حي الفرافرة الذي كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب شمال سوريا منذ عام 2012، وفق ما أفاد مصدر عسكري، بعد أيام من حملة ضربات جوية مكثفة أوقعت مئات القتلى أحياء تحت الأنقاض، من المدنيين بينهم أطفال ونساء، وأثارت استنكاراً دولياً، في حين هاجمت قوات الأسد وحلفاؤها القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة على عدة جبهات في أكبر هجوم بري حتى الآن في إطار حملة عسكرية ضخمة جديدة أنهت وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بينما قال مسؤولون أمريكيون إن انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا زاد احتمال قيام دول الخليج وتركيا بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية. وتجددت الغارات على أحياء المعارضة في حلب عصر، متسببة بمقتل عشرات المدنيين وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت مصادر إن غارة استهدفت مبنى سكنياً في حي الشعار، موقعة عدداً من القتلى بينهم طفلة علقت بين ركام الطابق الثاني. وسيطرت قوات النظام أيضاً على حي الفرافرة في المدينة القديمة في حلب، الذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ صيف عام 2012. وقال مصدر عسكري في دمشق «استعاد الجيش السيطرة بالكامل على حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب بعد القضاء على اعداد من الارهابيين».
وأوضح أن استعادة الحي «تأتي استكمالاً للعملية العسكرية التي تم إعلانها الخميس الماضي والمتضمنة جانباً استطلاعياً وجوياً ومدفعياً برياً». وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، يشكل الحي إحدى حارات المدينة القديمة في حلب، لافتا الى ان قوات النظام تمكنت من السيطرة على أبنية وشوارع ضيقة فقط. ويقع الحي بحسب المرصد في منطقة تماس مع مناطق سيطرة المعارضة، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة في المنطقة. ويعد التقدم الأول للجيش داخل مدينة حلب منذ إعلانه ليل الخميس الماضي بدء هجوم هدفه السيطرة على مناطق الفصائل التي يحاصرها منذ نحو شهرين. وتتعرض الأحياء الشرقية منذ الخميس الماضي لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى. وتسببت الغارات منذ الخميس الماضي بمقتل وإصابة المئات من المدنيين. ويعيش 250 ألف شخص في شرق حلب تحت وطأة الغارات في ظل ظروف إنسانية صعبة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسة وندرة معظمها من الأسواق. كما تبذل المستشفيات العاملة أقصى طاقاتها لإسعاف مئات المصابين في ظل نقص في الطاقم الطبي والمعدات وأكياس الدم. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن المرافق الصحية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل». وطالبت المنظمة بفتح «طريق انساني بشكل فوري لإجلاء المرضى والجرحى من القسم الشرقي من المدينة».