أعلن مجلس الحكماء المسلمين، تضامنه مع مملكة البحرين في مواجهة التدخلات الخارجية، مُعرباً عن ثقته الكبيرة في جهود حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الرامية لتحقيق آمال شعب البحرين الشقيق في حياة آمنة كريمة مستقرة.وأصدر المجلس بياناً ختامياً خلال اجتماعه الثامن في البحرين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أعرب فيه عن بالغ شكره لمملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً لاحتضانها الاجتماع.ودعا بيان المجلس، عقلاء الأمة إلى تكثيف الجهود من أجل نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك ونبذ الكراهية والحقد والفُرقة والشقاق، مناشداً الشعوب العربية والإسلامية للاصطفاف الوطني، لتفويت الفرصة على من يحاولون زرع بذور الطائفية.وأعلن المجلس عن انطلاق الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في سويسرا خلال الأيام القادمة، والإعداد لعقد مؤتمر عالمي عن السلام والتعايش المشترك، بحضور ممثِّلي الكنائس الشرقية يناير المقبل تستضيفه القاهرة.وجاء نص البيان كالتالي:«إنه في يوم الأربعاء 27 من ذي الحجة 1437 الموافق 28 سبتمبر 2016 اجتمع مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، في العاصمة البحرينية المنامة التي احتضنت الاجتماع الدوري الثامن لمجلس الحكماء».وقدم مجلس حكماء المسلمين خالص الشكر وبالغ التقدير لدولة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً على استضافة الاجتماع الدوري الثامن لمجلس الحكماء على أرض البحرين التي هي ثغر العروبة والإسلام، والتي كانت وستظل -بإذن الله تعالى- منارة للثقافات النيِّرة، والأفكار والمذاهب المعتدلة، وبوتقة تنصهر فيها كل هذه التنوعات في تناغم وانسجام، وتترك بصماتِها على الشخصية البحرينية لتتميز بالمرونة واستيعاب التحديات، واستثمارهما دائمًا لصالح الوطن وقضاياه الكبرى.وأكد تقديره لقيادة مملكة البحرين بجهودها العظيمة في الدفاع عن قضايا الأمة والصمود في مواجهة الكثير من التحديات والتَّدخُّلات الخارجية التي تستهدف زعزعة أمن البحرين واستقراره، والتي يرفضها مجلس حكماء المسلمين جملة وتفصيلًا، ويعلن تضامنه مع مملكة البحرين في مواجهة هذه التحديات وتلك التدخلات، مُعربًا عن ثقته الكبيرة في جهود حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الرامية لتحقيق آمال شعب البحرين الشقيق في حياة آمنة كريمة مستقرة.وقال «انطلاقًا من المسؤولية الشرعية لمجلس حكماء المسلمين واتساقًا مع الأهداف التي أنشيء هذا المجلس من أجلها، فإن أعضاء المجلس يناشدون الشعوب العربية والإسلامية بجميع طوائفهم ومكوِّناتهم للعمل من أجل وحدة الصف الوطني؛ لتفويت الفرصة على من يحاولون زرع بذور الطائفية وتفتيت النسيج الوطني الواحد تحقيقًا لأهداف سياسية ماكرة. وفي هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة، وفي ظل ما تشهده مناطق مختلفة من العالمين العربي والإسلامي من تحديات جسام، فإن مجلس الحكماء يدعو عقلاء الأمة إلى تكثيف الجهود من أجل العمل على نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك ونبذ الكراهية والحقد والفُرقة والشقاق، من أجل النهوض بالأمة والخروجِ بها من هذا النفق المظلم إلى بر الأمان. ودعا مجلس حكماء المسلمين كافة علماء الأمة ومثقفيها إلى التكاتف والوقوف صفًّا واحدًا ضد كل ما مِن شأنه تقسيم المسلمين، أو إقصاء فريق منهم، أو إعطاء الفرصة للمتربصين بوحدة المسلمين للنيل منهم، فالمستفيد من ذلك فقط هم أعداء الأمة والدين الذين يريدون تقسيم أُمة الإسلام إلى كِيانات وفِرقٍ متناحرة حتى تضعف كلمتها ويكون بأسها بينها شديد، وهو ما يحذر منه مجلس الحكماء داعيًا إلى ضرورة أن يكون لدى علماء الأمة ومثقفيها وعي بهذه المخططات اللئيمة. وبعد نجاح الجولتين الأولى والثانية من الحوار بين حكماء الشرق والغرب والتي تم عقدها في مدينتي فلورنسا وباريس، يعلن مجلس حكماء المسلمين انطلاق الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في سويسرا في الأيام القادمة، لتأسيس حوار متوازن هادف يقوم على الاحترام المتبادل وقبول الآخر. وفي إطار الجهود الحثيثة التي يقودها مجلس الحكماء لنشر ثقافة الحوار ونشر السلام في كافة ربوع العالم، وفي إطار إدراكه لأهمية ودور القيادات الدينية في هذا المجال، فإن المجلس يستعد لعقد مؤتمر عالمي عن السلام والتعايش المشترك، بحضور جميع ممثِّلي الكنائس الشرقية خلال يناير المقبل تستضيفه -العاصمة المصرية القاهرة.وجاء في البيان «أنه انطلاقًا من دور مجلس الحكماء في مساندة قضايا الأمة، فإن المجلس استمع خلال هذا الاجتماع إلى ما عرضه د. عبد السلام أحد رؤساء الجمعيات في بورما وأحد المفتيين بها بشأن تطورات الأوضاع هناك، وتمَّ التأكيد على البدء في دراسة كل الحلول المناسبة والتي تمكننا من العمل على ايجاد أرضية حوار مشتركة تكفل للمواطنين المسلمين والجميع العيش في أمن وسلام.وتعرض المجلس بالدراسة للمشكلات والقضايا الملتبسة في عقول الشباب المعاصر حول شريعة الإسلام وموقف القرآن من ثقافة العنف والإرهاب وما أكده من حسن المعاملة مع غير المسلمين وخاصةً أهل الكتاب، تلك الأمور التي يستغلها المنحرفون والتكفيريون في إغواء الشباب ودفعهم إلى التمرد على مجتمعاتهم تمهيداً لوضع اجابات عن هذه الأسئلة المائة التي حصرتها مناقشات المجلس بهدف توضيح تلك القضايا الملتبسة.
970x90
970x90