واشنطن - (وكالات): شهدت ضاحية مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا جنوب غرب الولايات المتحدة تظاهرة احتجاجية على مقتل رجل أسود أعزل مختلاً عقلياً كانت بيده سيجارة إلكترونية برصاص الشرطة. وأعلنت الشرطة أن الرجل الذي يعاني من اضطرابات عقلية، يدعى الفريد أولانغو «38 عاماً»، وكان يقيم في آل كاخون.
وقتل أولانغو برصاص دورية للشرطة حضرت الى المكان بناء على بلاغ بشأن رجل يسير بين السيارات وسط الطريق ويقوم بتصرفات مريبة.
وتظاهر عشرات في آل كاخون بهدوء وأغلقوا لفترة قصيرة تقاطع طرق. وقد تواجهوا مع عدد من عناصر شرطة مكافحة الشغب. وقالت الناشطة ايستيلا دي لوس ريوس التي كانت تشارك في التظاهرة إن «عمليات القتل العبثية يجب أن تتوقف».
وصرح قائد شرطة ضاحية آل كاخون جيف ديفيس حيث وقع الحادث إن أولانغو لم يمتثل لأوامر الشرطيين اللذين حضرا إلى المكان واللذين أمراه بإخراج يده من جيب سرواله. وأضاف أن المشتبه به أخرج فجأة شيئاً من الجيب الأمامي لسرواله وأمسك به بكلتا يديه مصوباً إياهما باتجاه الشرطيين. وكانت ردة فعل كل منهما مختلفة عن الآخر، إذ استخدم احدهما ضد المشتبه به مسدس تيزر للصعق الكهربائي في حين أطلق عليه الشرطي الآخر النار. وقال ديفيس في بيان إن أولانغو «اخرج غرضاً من الجيب الامامي لسرواله وجمع قبضتيه سوياً ومدهما بسرعة باتجاه الشرطيين متخذاً ما يشبه وضعية إطلاق النار». وأضاف أن «الشرطي الذي كان مسلحاً بالمسدس الكهربائي ضغط على الزناد، وفي الوقت نفسه أطلق الشرطي المسلح بمسدس ناري الرصاص على المشتبه به عدة مرات وأصابه».
وقالت السلطات بعد ذلك إن الشيء الذي كان أولانغو يحمله بيده حين قتل كان «سيجارة إلكترونية».
وأكد قائد الشرطة أن الشرطيين الضالعين في الحادث يتمتعان بخبرة طويلة في سلك الشرطة تزيد عن 20 عاماً، مشيراً إلى أنهما وضعا في إجازة إدارية بانتظار انتهاء التحقيق في الحادث. وكان أكثر من 100 شخص تجمعوا في مكان الحادث وهم يرددون هتافات مرتبطة بحركة «حياة السود تهم» التي تدافع عن السود. وفي تسجيل فيديو صور بعد الحادث ووضع على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، تقول سيدة حزينة قدمت نفسها على أنها شقيقة أولانغو إنها اتصلت بالشرطة لمساعدة شقيقها الذي يعاني من اضطرابات عقلية، كما ذكرت.
وأكدت، وهي تبكي «دعوتكم لمساعدة أخي فقمتم بقتله أمامي».
وجاء إطلاق النار بعد أيام من مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة في ملابسات مثيرة للريبة في شارلوت بولاية نورث كارولاينا وفي تولسا بولاية أوكلاهوما مما أدى إلى اندلاع مظاهرات منددة بالانحياز العنصري من جانب سلطات إنفاذ القانون.
وأثار حادث إطلاق النار في شارلوت احتجاجات استمرت أسبوعا وشابها العنف في بعض الأحيان مما دفع السلطات إلى فرض حالة الطوارئ وحظر التجول.
وتجمع نشطاء في مجال الحقوق المدنية وبضع مئات من المحتجين أمام مركز الشرطة في البداية حيث رددوا «قتل» و»القصاص لألفريد أولانجو» و»حياة السود مهمة».
وتشهد الولايات المتحدة منذ سنتين تصاعدا في التوتر العرقي مع تكرار حوادث قتل مواطنين سود غير مسلحين في أحيان كثيرة بأيدي شرطيين، وبسبب المعاملة العنيفة التي يلقاها السود من الشرطة.