عبَّر المشاركون في المؤتمر الدولي لعلم وظائف الأعضاء بجامعة الخليج العربي عن ارتياحهم لما خرج به من نتائج، ولمستوى الورش العملية التي ساهمت في نقل معارف أساسية تتعلق بتكنولوجيا التعليم، من خلال استخدام فضاء التعلم الإلكتروني الذي يتيح للطالب الحصول على المحاضرات بالوسائل المتعددة، وتقديم الاختبارات، ويمكِّن المحاضر من تقييم الطلبة إلكترونياً ومقارنة مستوياتهم بمستويات باقي طلبة العالم. واختتم المؤتمر الدولي أعماله أمس بعد يومين حافلين من ورش العمل وعرض الأوراق العلمية المختصة بتطوير العملية التعليمية والتشخيصية في علم وظائف الأعضاء، من خلال التعرف على أحدث البرامج العالمية في هذا المجال. وقدَّم كل من الدكتور عامر الأنصاري، والدكتورة ريما عبدالرزاق من جامعة الخليج العربي ورقة عمل في اليوم الأخير للمؤتمر بعنوان “تدريس العلوم العصبية عن طريق استحضار الحالات السريرية”، ومن جانبه قدم الدكتور صلاح كساب مساعد العميد بكلية الطب بجامعة الخليج العربي ورقة بعنوان “الخرائط المفاهيمية ودورها في التكامل التعليمي”. وبدورها قالت مساعدة التدريس بكلية الطب بجامعة الكويت الدكتورة مريم العوضي، إنَّ تخصيص مؤتمر لمناقشة مستجدات علوم وظائف الأعضاء ينمّ عن وعي كبير تتمتع به الجامعة، لكون هذا التخصص هو النواة الرئيسة للطب، والمدخل لتدريس الطب والعلوم الطبية في كافة أرجاء العالم. المشاركة السعودية وشكَّلت المشاركة السعودية في المؤتمر إضافة مميّزة، في مسيرة المؤتمر. وعن أهمية هذه المشاركة، قال الدكتور معاذ مجددي رئيس قسم وظائف الأعضاء في جامعة طيبة، إنَّ تنظيم المؤتمر الذي يقام لأول مرة في المنطقة العربية من قبل جامعة الخليج العربي كان أكثر من رائع، حيث شكَّل تجمعاً للخبرات العالمية في مجال تدريس علوم وظائف الأعضاء، وهي الركيزة الأساسية للعلوم الطبية السريرية. وأضاف إنَّ المؤتمر نجح في خلق مناخ خصب لتبادل الآراء المساهمة في تطوير التعليم الطبي، وأنَّ جامعة طيبة حرصت على المشاركة الواسعة في هذه الفعالية المهمة بوفد مكوّن من 6 أكاديميين سعوا بكل جهد أن يستفيدوا قدر المستطاع من كافة الورش وأوراق العمل المقدمة في المؤتمر. وأشار المجددي إلى أنَّ أهم ورشة بالنسبة له كانت “التعريض المبكر لطلاب السنوات التعليمية الطبية الأولى لبيئة الأمراض السريرية”. كما أكَّد الدكتور سعيد القحطاني وكيل كلية الطب بجامعة جازان، أنَّ المؤتمر حقق له استفادة كبيرة، من خلال ورشة “سبل تقييم وتطوير المناهج الطبية”. لافتاً إلى أنَّ هذه الورشة التي حظيت بمساهمة عالمية، تساعد كلية الطب بجامعة جازان على تدعيم مشروعها الدوري في مراجعة وتطوير المناهج التعليمية. أما الدكتور إياد محمد سالم من كلية الطب بجامعة الدمام، فقد رأى أنَّ ورشة التعليم التفاعلي هي الأهم، لأنها ساهمت في التوصل إلى طرق إبداعية في التعليم الطبي، وعرفت المشاركين بسبيل جعل الطالب الجهة المركزية في العملية التعليمية. كما قال بأن المؤتمر مكَّن من تبادل الخبرات مع الكفاءات العالمية، وتحصيل المصادر الكثيرة لتطوير العملية التعليمية. أوراق العمل ونالت أوراق العمل السعودية نصيب الأسد في المؤتمر، إذَّ قدَّم الدكتور محمد عبدالعظيم من كلية الطب بجامعة أم القرى ورقة عمل بعنوان “الفحص السريري المنظم.. الفوائد والمعوقات” عرج من خلالها على مسيرة تطوير آلية تقييم طلبة الطب، واقفاً عند أهم المحطات التي حصل من خلالها التحول نحو أساليب تقييميه ذات فعالية أكبر. كما قدَّم الدكتور عبدالمجيد إدريس بمعاونة الأستاذان أشرف حسين، وعبدالشهيد حبيب من مستشفى الملك خالد بجامعة الملك سعود ورقة بعنوان “التحليل التطبيقي لتركيبة جسم الإنسان”، حيث هدفت الورقة لتعريف طلبة الطب بمهارات إجراء الفحوص المختبرية للتعرف على تركيبة جسم الإنسان، من خلال استخدام الآليات الإلكترونية في قياس الطول والوزن وكمية الدهون والسوائل والعظام، والاستفادة من ذلك في العملية التشخيصية. واختتمت أعمال المؤتمر بمجموعة من المحاضرات وورش العمل، التي قدمها أكاديميون متخصصون من الخليج والدول العربية ومختلف أرجاء العالم تناولت العديد من الموضوعات كالتعليم التفاعلي، والدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإبداعي، وتكنولوجيا التعليم، والطرق الحديثة لتصميم وتقييم المقررات، كما تعريض الطلبة في السنوات الدراسية الأولى للحالات السريرية، بالإضافة إلى التعلم الإلكتروني وفوائده على العملية التعليمية.