عواصم - (وكالات): كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «الكونغرس الأمريكي بصدد إعادة النظر في خطوته التي اعتبرها غلطة حول إبطاله «فيتو» الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن مشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب - جاستا» الذي يسمح لذوي ضحايا هجمات سبتمبر بمقاضاة السعودية». وتناولت الصحيفة إبطال الكونغرس «فيتو» أوباما بشأن مشروع القانون، فيما وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداً شديداً إلى قرار الكونغرس مؤكداً أنه «قرار سيء ينافي مبدأ المسؤولية الفردية».
وأوضحت الصحيفة أن «زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكنويل قال إن أحداً لم يركز على الجانب السلبي المحتمل لخطوة الكونغرس على العلاقات الدولية الأمريكية، وإنه يعتقد أن إبطال فيتو أوباما كان مجرد غلطة من جانب المجلس».
وأضافت نيويورك تايمز أنه «بدلاً من أن ينحي ماكنويل بالمسؤولية كاملة على مجلس الشيوخ حيث يجب أن تكون فإنه مضى بشكل عبثي بإلقاء اللوم على الرئيس أوباما، وذلك بدعوى فشله في الإخبار عن العواقب المحتملة لمشروع القانون».
واستدركت بالقول إن «الرئيس أوباما والوكالات الأمنية الوطنية والحكومة السعودية والدبلوماسيين المتقاعدين والاتحاد الأوروبي كلهم أمطروا الكونغرس الأمريكي بالتحذيرات قبل اتخاذ خطوته هذه، لكن المشرعين الأميركيين تجاهلوا هذه التحذيرات جميعها واستعجلوا للتصويت الذي أدى إلى إبطال «فيتو» أوباما».
وأضافت الصحيفة أن «مشروع القانون يعطي عائلات الضحايا الحق بالمقاضاة وطلب التعويضات، ولكنه بدأ يعقد العلاقة مع السعودية، وأنه يمكن أن يعرض الحكومة والمواطنين والشركات الأمريكية لدعاوى قضائية في الخارج».
وقال محامون وأساتذة من ذوي الخبرة في القانون الدولي إن «عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر ممن قد يسعون إلى مقاضاة حكومات أجنبية متهمة بدعم الإرهاب في الولايات المتحدة سيظلون يواجهون عقبات قانونية كبيرة»، مؤكدين أنه «سيكون من الصعب إثبات أن دولة أجنبية مسؤولة عن أعمال إرهابية» وتوقعوا «جدلاً قانونياً مطولاً» في هذا الصدد.
من جانبه، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداً شديداً إلى قرار الكونغرس الأمريكي الذي تجاوز فيتو أوباما حول قانون يجيز مقاضاة السعودية في اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وقال أردوغان في خطاب أمام البرلمان التركي إن «قرار الكونغرس الأمريكي السماح بإجراء ملاحقات بحق السعودية في ما يتعلق باعتداءات 11 سبتمبر هو أمر سيء».
وأضاف «هذا الأمر ينافي مبدأ المسؤولية الفردية في حال وقوع جريمة. نأمل بإعادة النظر في هذا القرار الخاطىء وتصحيحه في أسرع وقت».
وبعد 15 عاماً من اعتداءات 11 سبتمبر، أجاز مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيان لأسر الضحايا بملاحقة دول أجنبية مثل السعودية أمام القضاء الأمريكي.
وأكد أوباما مراراً أن القانون يضعف مبدأ الحصانة الذي يحمي الدول ودبلوماسييها من الملاحقات القضائية ويهدد بتعريض الولايات المتحدة لملاحقات في محاكم مختلفة في أنحاء العالم.
وتوطدت العلاقات بين أنقرة والرياض في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً أن سياسة واحدة تجمعهما في الأزمة السورية.
والجمعة، استقبل أردوغان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في أنقرة معتبراً كما نقلت وكالة أنباء الأناضول أن العلاقات الجيدة بين البلدين تسهل «استقراراً إقليمياً وعالمياً».