قال نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع والأمن الوطني النائب محمد الجودر إن اعتراف الكونغرس بأن إبطال «فيتو» الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن مشروع القانون الذي يسمح لذوي ضحايا هجمات سبتمبر بمقاضاة السعودية (جاستا) غلطة وأنه بصدد إعادة النظر فيه خطوة نحو الأمام، لافتاً إلى أن إقرار القانون ليس مجرد غلطة بل غلطة تاريخية وحماقة دبلوماسية ستعمل على تقويض السياسات الأمريكية مع الدول الأشقاء، مما سيهز عرش أمريكا العظمى ويأخذها نحو التهلكة السياسية والانعزال الدولي، بالإضافة إلى ما سيجر ذلك من تداعيات سلبية على علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج وما ستتكبده بدورها من دول بدأت تسن العدة لتقاضي الولايات المتحدة نظير ما اقترفته أياديها على مر التاريخ من جنايات وجرائم حرب بحق شعوبها.
وأشار إلى أن القانون يصب في خانة الدبلوماسية العشوائية، كما ينسف ميثاق الأمم المتحدة الذي وقعت عليه جميع الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية والذي ينص على حصانة الدول. وأكد أن القانون سيفتح شهية معظم الدول المتضررة من السياسات الأمريكية من الناحية الإنسانية والاقتصادية والتجارية والعسكرية وغيرها.
وتابع أن من حق الشعب العراقي والأفغاني والسوداني والليبي واليمني والباكستاني والسوري والياباني والفيتنامي وغيرهم، رفع دعاوى ضد من استخدم الأسلحة والقنابل المحرمة وأوقع مئات آلاف الضحايا بحجة الإرهاب وتحرير دول، وغيرها من الحجج الواهية التي أغرقت مجتمعات بشرية بأكملها في بحيرات من الدماء والدمار. واستطرد بأن أكثر من مليوني طفل عراقي تأثر من الحصار الأمريكي ومن استخدام القنابل المحرمة التي شوهت حتى الأجنة في بطون الأمهات، جراء اليورانيوم المخصب الموجود داخل الصواريخ العابرة للقارات، آملاً في ختام بيانه أن يتراجع الكونغرس عن قراره ويستفيد من نصائح المحنكين سياسياً، وما أشار عليه الأصدقاء الدوليون منذ فترة، وإلا فليقم كل المظلومين والمتضررين برفع الدعاوى على الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت بقدميها نحو هدم أعمدة هياكلها فوق رأسها ورأس شعبها.