بين المهابة والجلال، والروعة والكمال، والبهاء والجمال تجتمع حشود الحجيج متوافدة على بيت الله الحرام، حشود رفعت نداء التوحيد معلنة أن العزة والكبرياء الحق هي لله الواحد القهار، إنهم ضيوف الرحمن، دعاهم فأجابوا، وسألوه فنالوا، شعارهم في كل ذلك: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك؛ لبيك يا من خضعت لك الرقاب، وسجدت لك الجباه، وانحنت لك الظهور، لبيك يا من يسجد لك من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً، لبيك يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إنك لا تخلف الميعاد.
لا يقف القلب من الارتجاج عند سماعهم، ولا تملك العين عبرتها عند رؤيتهم، قد جاوروا البقاع الطاهرة، ونزلوها باكين خاضعين خاشعين، فلست أدري كيف يهنأ عيش من أخافهم، وكيف يستطيب الحياة من استهدف جمعهم!
حفظ الله حجاج بيت الله الحرام، وكل عام والبحرين وأهلها بخير، ودمتم بالود.
أحمد يوسف صلاح الدين