عواصم - (وكالات): بينما يهرع الحلبيون بين كل غارة جوية وأخرى للبحث عن الطعام لسد رمقهم، يواصل جيش الرئيس بشار الأسد والطيران الحربي الروسي استهداف المدنيين بقصف عنيف على شمال سوريا، في حين أعلن منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة ستيفين أوبراين إن «المحاصرين في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب، بالكاد يبقون على قيد الحياة، مع ارتفاع أسعار الأغذية ارتفاعاً هائلاً»، لافتاً إلى أن «كثيراً من الناس لا يستطيعون إلا تناول كميات قليلة من الطعام مرة واحدة في اليوم مع نفاد الإمدادات».
ووصفت إحدى الأمهات في المدينة الوضع بأنه «سجن بشار الأسد»، مضيفة أن «حلب التي استطاعت خلال الأربع سنوات الماضية الحصول على الطاقة من خلال الألواح الشمسية، ودأبت على فتح فصولها الدراسية في الملاجئ، أضحت اليوم تراقب الموت القادم من السماء». وارتفع عدد القتلى إلى 16 في حلب امس في الغارات الروسية التي تواصل استهداف المنشآت الطبية، وآخرها مستشفى الصاخور، في حين تعرضت مدينة دوما بريف دمشق لغارات كثيفة من مقاتلات النظام وسط مخاوف من تحويلها إلى حلب أخرى.
وقد بث الدفاع المدني في حلب صورا تظهر إنقاذ طفل من تحت أنقاض مبنى دمره صاروخ ارتجاجي في حي بستان الباشا في المدينة، وقال الدفاع المدني إن جميع أفراد عائلة الطفل قتلوا في القصف.
وفي ريف دمشق كثفت طائرات النظام السوري غاراتها على مدينة دوما التي تحاصرها قوات النظام منذ عام 2013، حيث يخشى السكان من تحويل مدينتهم إلى حلب أخرى.
وقال ناشطون إن الطائرات الحربية استهدفت بشكل عنيف مدينة دوما بأكثر من 15 غارة جوية خلفت عددا من الجرحى في صفوف المدنيين، كما تعرضت مدينة حرستا وبلدة الريحان لقصف جوي مماثل.
في المقابل، اكدت موسكو ان حملة القصف التي تشنها في سوريا «فعالة للغاية»، نافية ان تكون مقاتلاتها قصفت مستشفيات بعد اتهامات بارتكاب جرائم حرب في الهجوم الشرس لقوات النظام السوري على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب بمساندة جوية روسية. وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن الضربات الجوية الروسية دعماً لنظام الأسد منعت المتطرفين من السيطرة على البلاد.
وعلى جانب آخر، يقترب مقاتلو المعارضة السورية الذين تدعمهم تركيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من بلدة دابق الخاضعة لسيطرة «داعش» وهي منطقة لها أهمية دينية كبيرة بالنسبة للتنظيم.
وتتقدم جماعات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر جنوبا صوب الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم في عملية «درع الفرات» التي تدعمها تركيا منذ 24 أغسطس الماضي وسيطرت على قرى قرب دابق في الأيام الأخيرة.
من جهة ثانية، قتل شخصان جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا وسط مدينة حماة، وفق ما اورد الاعلام الرسمي، في اعتداء نادر في المدينة منذ اندلاع النزاع، تبناه تنظيم الدولة «داعش» وفق ما ذكرت وكالة أعماق. سياسياً، قالت امريكا إنها ستوقف المباحثات مع روسيا في مسعى لإنهاء العنف في سوريا واتهمت موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي ان «الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية مع روسيا التي فتحت للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية، وهذا ليس قرارا اتخذ بخفة». في الوقت ذاته، سيبدأ مجلس الأمن الدولي مفاوضات بشأن مشروع قرار يدعو روسيا والولايات المتحدة لضمان هدنة فورية في حلب «ووضع حد لكل الرحلات العسكرية فوق المدينة».
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن غارة جوية أمريكية استهدفت عنصراً «بارزا» في تنظيم القاعدة في سوريا وسط تقارير عن مقتل قيادي بارز في التنظيم قرب ادلب.
وقالت جبهة فتح الشام - جبهة النصرة سابقاً - إن ضربة للتحالف الذي تقوده أمريكا في سوريا قتلت المصري أبو الفرج المصري العضو البارز في الجماعة.
وقال بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن الشيخ أبو الفرج المصري واسمه الحقيقي الشيخ أحمد سلامة مبروك كان عضوا في مجلس شورى الجماعة وقتل في ضربة بمحافظة إدلب الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة.
وأبو الفرج المصري من مواليد عام 1956 في محافظة الجيزة في مصر. ويعرف بانه من زعماء القاعدة المخضرمين وقائد في جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة والتي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.