أصبحت ظاهرة «التفحيط» في الآونة الأخيرة نوعاً من أنواع الرياضة في قاموس بعض الشباب، رياضة غير رسمية لا تخضع لقوانين وتخالف أخلاقيات القيادة، وقد دفع تفاقم هذه الظاهرة إلى استنزاف أرواح الكثير من الشباب في عمر الزهور.
«التفحيط» واحدة من أهم الظواهر الاجتماعية التي أطلت برأسها على مجتمعاتنا الخليجية وانتشرت كالوباء في زوايا تلك المدن والقرى حتى أصبحت كالشبح الذي يسطو على مخيلة بعض الشباب حتى يفتك بهم، فقد أصبحت هذه الظاهرة هماً يؤرق الحكومات وكابوساً يراود تلك الأسر لما يترتب عليها من أضرار كثيرة ومخاطر جمة، وفي الآونة الأخيرة تحولت من ظاهرة إلى مأساة تحصد أرواح الكثير من الأبرياء، فما ذنب من يسير على ذاك الطريق ويجد أمامه مجموعة من المراهقين يستعرضون سياراتهم في مواكب الموت المنتظر أو تخلف وراءهم أشخاصاً مصابين بعاهات مستديمة وتفوح رائحة الدم المنتشرة بسبب تلك الأعضاء المبتورة والأشلاء الممزقة مما يسبب لهم أزمات نفسية لا علاج لها؟ هذه المشكلة.. تحتم على الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع التصدي لها بشكل واضح وجاد، من أجل وضع حلول عاجلة وجذرية لإيقاف نزيف الأرواح وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وما يثير التساؤلات الكثيرة ويدعو للحيرة أن ممارسي هذه الرياضة لا يتعظون أبداً من المجازر المؤلمة التي تحدث أمام أعينهم أو حتى تلك الصور التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمنهم من يسيطر عليه حب الظهور والشهرة فتصبح تلك الأفكار عبارة عن قطعة قماش سوداء تبتلع كل ما يراه. هذه واحدة من الظواهر التي تستحق الوقوف عندها ودراستها ومعرفة كيف تغلغلت في مجتمعاتنا وكم أدت إلى أحداث مؤلمة ودموع كثيرة يراد لها أن تنتهي بقوة التربية قبل قوة القانون.
ياسمين خضر العقيدات