عواصم - (وكالات): تخوض قوات الرئيس بشار الأسد «حرب شوارع» ضد مقاتلي المعارضة في حلب شمال سوريا في إطار هجومها للسيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة، فيما يبقى أفق التحرك الدبلوماسي مسدوداً مع تعليق واشنطن محادثاتها مع موسكو حول الأزمة السورية، في حين دعت موسكو واشنطن إلى «التحلي بالحكمة السياسية» بينما أكدت الولايات المتحدة أن تعليق المحادثات حول وقف لإطلاق النار لا يعني التخلي عن السلام. وأعلنت روسيا نشر أنظمة دفاع جوي من نوع اس 300 في طرطوس شمال غرب سوريا، حيث تملك منشآت بحرية عسكرية، قبل أن تحذرها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من استخدام أسلحة حارقة خلال ضرباتها الجوية على حلب، مشيرة إلى أن الهجمات على أهداف مدنية ربما تصل إلى جرائم ضد الإنسانية. بدورها، طالبت جامعة الدول العربية بوقف العمليات العسكرية في سوريا وإدخال مساعدات الإغاثة الإنسانية إلى المحاصرين. وتخوض قوات النظام السوري «حرب شوارع وأبنية وسط» حلب حيث خطوط التماس مع الأحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام تتقدم حالياً بشكل تدريجي وسط المدينة على حساب الفصائل المقاتلة وتحاول التوسع شمالاً نحو حي بستان الباشا». وأوضح أن قوات النظام تحاول السيطرة تحديداً على الأبنية المرتفعة وسط المدينة، لأنها «تمكنها من أن ترصد نارياً مناطق سيطرة الفصائل» في الأحياء الشرقية. وأعلن الجيش السوري في 22 سبتمبر الماضي بدء هجوم للسيطرة على الأحياء الشرقية في حلب. ويترافق الهجوم الذي يعتمد «سياسة القضم»، بحسب المرصد، مع غارات جوية كثيفة لم تسلم منه المستشفيات.
وأدت الغارات إلى تدمير أكبر مشفى في حلب الشرقية ومقتل 3 عمال صيانة كانوا يعملون على إصلاح أضرار خلفتها غارات سابقة. وأثارت وتيرة القصف على الأحياء الشرقية تنديداً من الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وحكومات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن استهداف المستشفيات يشكل «جريمة حرب». كما اعتبر المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن «المأساة» الجارية في حلب تستدعي «من دون تأخير» تقييد حق الفيتو للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. وطالب الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بوقف إطلاق نار عاجل في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان. وقال أبو الغيط في كلمة افتتح بها اجتماعاً غير عادي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع في حلب، «ما يجري في المدينة العريقة منذ انهيار ترتيبات الهدنة في 19 سبتمبر الماضي هو مذبحة بالمعنى الحرفي».
ودفع التصعيد في حلب واشنطن إلى تعليق محادثاتها مع موسكو بشأن إعادة إحياء وقف إطلاق النار الذي انهار بعدما صمد أسبوعاً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي «لم يتم اتخاذ القرار بسهولة»، في وقت اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن «صبر الجميع قد نفد» في الموضوع السوري. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة «لم تتخلَ» عن سوريا ولم تعدل عن السعي إلى خطة لإحلال السلام فيها رغم تعليق تعاونها مع روسيا. لكنه شن هجوماً عنيفاً على النظام السوري وروسيا «اللذين رفضا الدبلوماسية من أجل مواصلة انتصار عسكري يمر بجثث مقطعة ومستشفيات تتعرض للقصف وأطفال مروعين». وردت موسكو بدعوة واشنطن إلى التحلي بـ «الحكمة السياسية».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نريد الاعتقاد بأن واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها في المجالات الحساسة جداً والضرورية لصيانة السلام والأمن، ستتواصل».
وفي وقت لاحق، نشرت روسيا أنظمة دفاع جوي من نوع اس 300 في طرطوس شمال غرب سوريا، حيث تملك منشآت بحرية عسكرية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وكانت روسيا نشرت في نوفمبر 2015 انظمة صواريخ من نوع اس 400 في قاعدة حميميم الجوية شمال غرب البلاد. ومع صواريخ اس 300 واس 400 تكون روسيا قد ضمنت دفاعاً جوياً عن أهم موقعين لها في سوريا هما طرطوس وحميميم في محافظة اللاذقية حيث للطيران الروسي عشرات الطائرات والمروحيات العسكرية.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل القيادي البارز في جبهة فتح الشام أحمد سلامة المعروف باسم أبو الفرج المصري في غارة أمريكية في سوريا. ونعت «جبهة فتح الشام» - النصرة سابقاً - في بيان «المصري عضو مجلس شورى جبهة فتح الشام». وشمال شرق سوريا، ارتفعت حصيلة تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة «داعش» واستهدف حفل زفاف قرب مدينة الحسكة إلى 34 قتيلاً و100 جريح.