كتب - عبدالله إلهامي:
يعد النسيج الاجتماعي الفريد من نوعه في مدينة عيسى، سمة تميز المدنية وتؤهلها إلى نيل لقب «المدينة الآمنة»، حيث احتضنت المدينة أهالي المحرق والحد وشهركان وجدحفص والمالكية، ما جعل اللحمة الوطنية فيها أكبر ومحط أنظار الجميع.
وقال نواب المدينة لـ»الوطن»، بمناسبة الذكرى الـ45 لتأسيس المدينة التي تصادف اليوم 13 نوفمبر، إن مدينة عيسى خرّجت أجيالاً تفخر بهم البحرين، إذ تقلدوا مناصب قيادية في المملكة.
وإن منازل المدينة تضم 5 - 6 عوائل بمعدل 18-25 شخصاً في المنزل الواحد ما يتسبب في مشاكل بسبب الضيق، ونوهوا إلى أن نسبة الطلاق في المدينة تصل إلى 74?، بسبب التكدس الكبير للعوائل في المنزل الواحد، واكتظاظ الطلبات الإسكانية فيها.
وأشاروا إلى أن أهالي المدينة يحلمون بوجود المراكز الشبابية، حيث يوجد مركزان في المدينة ولكن دون وجود أي مقرات، وأن وزيرة التنمية الاجتماعية وعدت ببناء بناية متكاملة بجميع أغراضها للجمعيات الشبابية.
نموذجية المعايير
وأوضح النائب عدنان المالكي أن مدينة عيسى تعتبر من أقدم المدن في دول الخليج ككل، مشيراً إلى أن تسميتها أتت تيمناً بحاكم البحرين حينئذ، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفه، وهي أول المشاريع الإسكانية في المملكة ككل، وذلك في عهد الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله. وأشار إلى أن مدينة عيسى كانت تعتبر نموذجية في المعايير التي طبقتها وزارة الإسكان حينها، حيث استقطبت نسبة كبيرة من السكان، مبيناً أن الأيادي التي بنت مدينة عيسى كانت بحرينية خالصة.
وتابع «تمر الذكرى الـ 45 لتشييد مدينة عيسى، ولا تزال منازلها بذات القوة والصلابة وأساسها المتين، كون من عمل فيها أيادٍ بحرينية تحرص على وطنها، فضلاً عن كون جميع المنازل لا تزال تحمل ذكريات قاطنيها سواء سوق مدينة عيسى أو البوابة، وغيرها».
وأكد أن النسيج الاجتماعي في مدينة عيسى فريد من نوعه، حيث فيها من أهالي المحرق والحد وشهركان وجدحفص والمالكية، مما يجعل اللحمة الوطنية فيها كبيرة ومحط أنظار الجميع. وبيّن المالكي أن المشاريع الإسكانية في مدينة عيسى والبنية التحتية شهدت تعديلات في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن أوامر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتجديد البنية التحتية في المدينة أمر مهم جداً نظراً لقدم البنية التحتية فيها. وحول افتتاح المدينة وذكرياتها قال المالكي «تم افتتاح مدينة عيسى مع أول دورة خليجية في عهد الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله، حيث أقيم إستاد البحرين الوطني والذي كان موجوداً قبل بناء المساكن في المدينة».
وتابع «الإستاد الوطني لازال يحمل العباقة والتراث، بالرغم من تجديده في الآونة الأخيرة، كما أن المدينة تزخر بالمنشآت الرياضية ومنها نادي مدينة عيسى الرياضي، والذي نأمل أن يكون فاتحة خير على المنطقة بعد تأهيله في العام القادم بمكرمة من الشيخ خليفة بن سلمان رئيس الوزراء». وأشار إلى أن التصاميم والخرائط لنادي مدينة عيسى أصبحت جاهزة ويأمل أهالي المنطقة أن يتم افتتاحه تحت رعاية سمو الأمير خليفة بن سلمان ليصبح نموذجاً حضارياً يحمل اسم الأمير الراحل عيسى بن سلمان.
أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية في المنطقة، أشار المالكي إلى أنه سيتم إعادة بناء مدرسة مدينة عيسى الابتدائية للبنين، والتي خرّجت أجيالاً تفخر بهم البحرين في مناصب كبيرة ومهمة في الدولة، ومنهم وزير الأشغال الحالي عصام خلف والذي ولد في مدينة عيسى وتخرج من مدرستها، ولا زال منزل والده هناك، كما هوالحال لوزير العمل الحالي جميل حميدان، ووزير الإعلام السابق جهاد بوكمال.
وتابع «أفتخر أنني منذ كان عمري 5 سنوات وأنا في هذه المدينة التي لم أخرج منها قط، وهذا شرف لي».
وقال «بعد انطلاق العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، شهدت المنطقة تغييرات كبيرة، حيث بعد أن كانت عبارة عن تراب، أصبحت مزينة بالطوب الأحمر على الجوانب، كما وبدأت وزارة الأشغال بالعمل على مواقف للسيارات في الأحياء السكنية الداخلية بعد معاناة طويلة من عدم وجود تلك المواقف».
واختتم المالكي حديثه بـ»أتمنى من هذه اللحمة الوطنية أن تدوم في مدينة عيسى من خلال توفير السكن الملائم للأهالي وباقي الخدمات».
المدينة الآمنة
من جانبه، قال النائب عيسى القاضي إن مدينة عيسى تلقب بـ»المدينة الآمنة» حيث لم تشهد أي أحداث فيها من جراء الأحداث التي مست البحرين بشكل عام، ويعود ذلك لترابط المواطنين فيها، مما حدا بوزير الداخلية البحريني إطلاق لقب «المدينة الآمنة» عليها.
ونوه إلى أن أول من سكن مدينة عيسى هو «عبدالله العسمي». وأشار إلى أن مساجد المدينة تمت إعادة بنائها جميعها مثل جامع حسن كاظم، والمسجدين الجنوبيين، واستحدث بناء جامع جديد وهو أبوذر الغفاري، وجامع سبيكة النصف.
وأوضح القاضي أن سوق مدينة عيسى الشعبي يتم العمل حالياً على تطويره بعدما احترق العام الماضي، وذلك وفقاً لرؤية الأهالي حول ذلك. كما وتم إنشاء مركز يوسف انجنير الصحي، حيث سيخفف حدة الازدحامات التي يشهدها مركز مدينة عيسى الصحي، والذي كان يخدم حوالي 80 ألف نسمة.
وبيّن أنه تم إنشاء مدينة خليفة الرياضي، وتجديد الملعب القديم، فضلاً عن إنشاء مرافق أخرى خدمية للمدينة خاصة بفئة الشباب، بالإضافة إلى المركز العلمي التابع لوزارة التمية الاجتماعية، وتجديد جميع المراكز الاجتماعية التابعة للوزارة، واستحداث صالات واسعة للمحاضرات. وأشار القاضي إلى أن استحداث شوارع تجارية في المنطقة، رفع الحركة التجارية في في المنطقة، وجعل عليها إقبالاً كبيراً طوال الأيام والأوقات.
وتابع أنه تم تشجير جميع الشوارع الرئيسة في شارع القدس ومسقط، ووضع النصب التذكارية في دوار أبوظبي والبلدية، وإنشاء مدارس عديدة كمدرسة أم كلثوم وحدائق كحديقة العهد الزاهر والأهالي.
وقال عيسى القاضي «وزارة الإسكان تعمل على إنشاء العديد من الشقق والمنازل السكنية التي تخدم الأهالي، كما أنها بصدد استحداث مجمع متكامل يشمل 14 بناية يحتوي كل منها ما بين 19 - 20 شقة، إضافة إلى محلات تجارية تحت تلك البنايات، ومواقف أرضية بواقع موقفين لكل شقة. وأشار القاضي إلى أنه تم حل مشكلة الازدحام في مدينة عيسى من خلال الجسور الخارجية، فضلاً عن إزالة دوار الإعلام ووضع إشارة ضوئية بدلاً عنه، وتطوير الشوارع المحيطة بمدينة عيسى، وافتتاح الممشى المطاطي الذي يعتبر الأول في البحرين والذي بفضل أرضيته لا يسبب أي آلام للمفاصل».
وأوضح المدينة تعاني حالياً من تجمع الأمطار بشكل كبير، مشيراً إلى وجود مراسلات مع وزارة الأشغال لعمل شبكات صرف لمياه الأمطار في المدينة.
وبيّن أنه سيتم افتتاح مركز لبر الوالدين تابع لوزارة التنمية الاجتماعية، والذي سيتم إسناد إدارته لمجلس إدارة دار المنار لرعاية الوالدين.
أما عن المشكلة الإسكانية، أشار القاضي إلى أن منازل مدينة عيسى تضم 5 - 6 عوائل بمعدل 18-25 شخصاً في المنزل الواحد مما يتسبب في مشاكل خصوصاً في ضيقها. ونوه إلى أن نسبة الطلاق في مدينة عيسى تصل إلى 74?، بسبب التكدس الكبير للعوائل في المنزل الواحد، واكتظاظ الطلبات الإسكانية فيها. وحول أمنيات أهالي المدينة، قال القاضي إن أهالي المدينة يتمنون أن يكون هناك ملاعب على مستوى كبير، وملاعب أخرى تزرع بالحشائش الصناعية، والتي يوجد بها موافقات من وزارة البلديات إلا أنه لا تزال بدون ميزانية. وتابع أن أهالي المدينة يحلمون بوجود المراكز الشبابية، حيث يوجد مركزان في المدينة ولكن دون وجود أي مقرات لهم، فضلاً عن كونها تعتمد على التبرعات التي تأتي إليهم، حيث إن وزارة التنمية الاجتماعية لا تمنحهم ميزانية، عدا مشروع المنظمات الأهلية، الذي يعطي أعلى سقف 10 آلاف دينار.
وأشار إلى أن وزيرة التنمية الاجتماعية وعدت ببناء بناية متكاملة بجميع أغراضها للجمعيات الشبابية.
وقال النائب عيسى القاضي إن مدينة عيسى كانت تعاني من انقطاع دائم في السنوات الماضية، إلا أنه تم استبدال كافة الأسلاك الكهربائية الضعيفة بأخرى أقوى، مما أدى إلى أنخفاض الانقطاع بشكل كبير، فضلا عن بناء المحطات الكهربائية الجديدة لتقوية الكهرباء في المدينة وتغطيتهم بالطابوق مما أعطاها منظراً حضارياً.
وبيّن القاضي أن وزارة الأشغال قامت بتغطية محطة المجاري في مدينة عيسى بعدما كانت تنبعث منها روائح مزعجة للأهالي، والتي تبعتها مطالبات استمرت لسنوات كبيرة من الأهالي حول ذلك.