يخطئ كثير من الآباء -للأسف الشديد- في مفهوم تربية الأبناء، فيظنون أن توفير الطعام والشراب والملبس لأولادهم، وتحقيق رغباتهم وأهوائهم كافٍ في تربيتهم؛ وهذا ظن غير صحيح، وله تبعات سيئة في المستقبل، بل هو إحدى الركائز الأساسية في ضياع وانحراف الأبناء والبنات.
عزيزي الأب: كيف تهنأ لك الحياة وعلاقتك بأولادك مقتصرة على توفير الطعام والشراب واللباس وتحقيق الرغبات؟! كيف يرتاح بالك وأنت منشغل عن أولادك بالدنيا؟!
عزيزي الأب: من مهامك التربوية الأساسية أن تنصح وتوجه أولادك، وتشجع المصيب والمجتهد منهم، وتعاقب المخطئ والمهمل، وعندما لا تقوم بهذه المهام فكن متيقناً أنك ستكون المسؤول الأول عن ضياعهم وانحرافهم، وكن مستعداً تمام الاستعداد لعقوقهم وعصيانهم.
عزيزي الأب: يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الرجل راعٍ في بيته، ومسؤول عن رعيته»؛ فأولادك أمانة في عنقك وأنت محاسب عليهم، فحافظ عليهم، وراقبهم؛ فالصيانة قبل الخيانة خيرٌ من الندم بعدها.
عزيزي الأب: إذا أردت صلاح ولدك، فلتحرص على أن تكون إجابتك على الأسئلة التالية إيجابية: هل علمت ابنك ما يهمه من أمور دينه؟! هل تحثه على الذهاب إلى المسجد؟! هل ألحقته بحلقات تحفيظ القرآن؟! هل تعرف من يصاحب؟! هل حذرته من دعاة الشر والفتن والفرق الضالة؟!
عزيزتي الأم الفاضلة: ما تقدم من الكلام موجهٌ لك أيضاً، فدورك في التربية لا يقل عن دور الأب.
ختاماً: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أولادكم وأن يجعلهم بكم بارين، والحمد لله رب العالمين.
حاتم علي محمد