عواصم - (وكالات): تبحث الدول المعنية بالصراع السوري بدائل سريعة عن الاتفاق الأمريكي الروسي الذي بات معلقاً بسبب خلافات واتهامات متبادلة بالتعطيل والإخلال ببنود الاتفاق، فيما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن ان «ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما تبحث خيار توجيه ضربات عسكرية محدودة ضد نظام الرئيس بشار الأسد»، غداة اعلان واشنطن انها تدرس الخيارات «الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية» المتاحة للتعامل مع الأزمة في سوريا، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة التوصل إلى «حل سياسي». في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أحياء حلب الشرقية باتت مصنفة «محاصرة» بسبب تطويقها وتعذر إيصال المساعدات اليها وتقييد حركة المدنيين فيها، مشيرة إلى أن نصف السوريين المحاصرين شرق المدينة والمقدر عددهم بنحو 275 ألفاً يرغبون في الرحيل مع قرب نفاد الموارد الغذائية واضطرار السكان لحرق البلاستيك للحصول على وقود. وأضافت أن «أسعار الأغذية ترتفع مع قلة المعروض منها». وقالت إن تقارير وردت أشارت إلى أن الأمهات بدأن في ربط بطونهن وشرب كميات كبيرة من المياه لتقليل شعورهن بالجوع وجعل الأولوية لإطعام أطفالهن. وبعد يومين على تعليق الولايات المتحدة محادثاتها مع واشنطن بشأن سوريا، اعلنت موسكو إرسال سفينتين حربيتين للانضمام إلى قواتها في المتوسط، في وقت تعتزم فرنسا طرح مشروع قرار في مجلس الامن قبل نهاية الاسبوع، في مسعى لوقف اطلاق النار في حلب وايصال المساعدات.
وافادت مصادر في نيويورك عشية لقاء دولي خماسي في برلين يجمع ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا لبحث الأزمة المتفاقمة أن مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن تقف أمامه صعوبات وعقبات دبلوماسية عدة. وكان مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية قد أعلن أن مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سيجتمعون في برلين لبحث سبل حل الصراع السوري، مؤكدا بذلك تقريرا نشرته صحيفة «تاجشبيجل» الالمانية اليومية. من جهة اخرى، اعلنت الامم المتحدة ان صور الاقمار الصناعية لديها تؤكد تعرض قافلة مساعدات انسانية في ريف حلب الغربي الشهر الماضي لغارة جوية، دون ان تحدد المسؤول عن تنفيذها. وكان ناشطون معارضون وواشنطن اتهموا روسيا ودمشق بتنفيذها، الامر الذي نفاه الطرفان. وقال الناطق باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدة الانسانية ينس لاركي ان احياء شرق حلب اصبحت تتوافر فيها الان المعايير الثلاثة لمنطقة محاصرة: تطويق عسكري، وعدم وصول مساعدات انسانية، وحرمان المدنيين من حرية التنقل.
وتحاصر قوات النظام السوري منذ نحو شهرين الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة بشكل مطبق، ويعيش نحو 250 الف شخص ظروفا مأساوية في ظل نقص كبير في المواد الغذائية والطبية. وتتعرض المدينة منذ اعلان الجيش في 22 سبتمبر الماضي بدء هجوم هدفه السيطرة على شرق المدينة، لغارات روسية وسورية كثيفة اوقعت 270 قتيلا بينهم 53 طفلا، وفق حصيلة للمرصد السوري. ويخوض الجيش منذ اسبوع معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة، على 3 محاور شمال ووسط المدينة وجنوبها، وتمكن من تحقيق تقدم على اطراف الاحياء الشرقية.
وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، فان قوات النظام تخوض «حرب شوارع» وابنية وتتقدم تدريجيا متبعة سياسة «القضم» لتضييق رقعة سيطرة الفصائل المقاتلة.
وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تخوض فصائل معارضة هجوما تدعمه انقرة ضد المتطرفين، قتل 19 مدنيا بينهم اطفال جراء غارات استهدفت قرية تحت سيطرة تنظيم الدولة «داعش»، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل جندي تركي واصيب 3 خلال مواجهات مع «داعش» في شرق بلدة الراعي شمال حلب، وفق ما نقلت وسائل اعلام تركية.
وبعد يومين على تعليق واشنطن محادثاتها مع موسكو بشأن الملف السوري جراء التباين الكبير في وجهات النظر، اعلنت روسيا ارسال سفينتين حربيتين للانضمام الى قواتها في البحر المتوسط.
ويأتي إرسال السفينتين غداة إعلان موسكو أنها نشرت انظمة دفاع جوي من نوع اس 300 في طرطوس شمال غرب سوريا، حيث تملك منشآت بحرية عسكرية. وفي محاولة للتهدئة، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول في ختام اجتماع لمجلس الوزراء إن بلاده ستطرح مشروع قرار في مجلس الأمن «قبل نهاية الاسبوع حول الوضع في حلب وفي سوريا».
ويهدد مشروع القرار باتخاذ «مبادرات أخرى» إذا لم يحترم، لكنه لا يتحدث عن الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة وفرض عقوبات.