عوصم - (وكالات): استدعى العراق أمس السفير التركي في بغداد، فيما قامت تركيا بخطوة مماثلة، وسط تصاعد الخلاف بين الدولتين الجارتين قبل العملية الوشيكة التي يستعد الجيش العراقي لشنها لتحرير مدينة الموصل شمال العراق من أيدي المتطرفين. وقد عبرت تركيا عدة مرات في الأيام الماضية عن تحفظات حيال احتمال مشاركة مقاتلين شيعة أو مجموعات مسلحة كردية معارضة لأنقرة في هذا الهجوم.
من جهتها أبدت بغداد انزعاجها من تصويت البرلمان التركي لتمديد التفويض الذي يجيز للجيش التدخل في العراق وسوريا. واستدعت أنقرة السفير العراقي لطلب توضيحات فيما قامت بغداد بالمثل واستدعت السفير التركي، بحسب مصادر في وزراتي خارجية البلدين.
وأجاز البرلمان التركي للجيش مواصلة مهماته في العراق وسوريا لعام إضافي، ما يسمح له بالتحرك حتى نهاية أكتوبر 2017 خارج حدود بلاده وخصوصاً في هذين البلدين. ورداً على التصويت، دعا البرلمان العراقي الحكومة إلى اتخاذ إجراءات ضد تركيا واصفاً القوات التركية المتواجدة في قاعدة بعشيقة شمال العراق لتدريب متطوعين عراقيين سنة بهدف استعادة الموصل بأنها «قوات احتلال». وتساءل نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش «أين كانت الحكومة العراقية حين استولت جماعة «داعش» على الموصل؟» مندداً باستخدام النواب العراقيين عبارة «قوات احتلال» للإشارة إلى الوجود التركي شمال العراق. وكان الجيش التركي أطلق في 24 أغسطس الماضي عملية «درع الفرات» في سوريا لطرد تنظيم الدولة «داعش» والمقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية.
وقد حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن عملية الموصل قد تؤدي إلى تداعيات مذهبية، ما دفع بوزارة الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير التركي بسبب ما وصفته بالتصريحات التركية «الاستفزازية» حول معركة تحرير الموصل. وسيطر تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في 2014. إلا أن بغداد تعد الآن لعملية واسعة بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة المدينة من التنظيم المتطرف.
وقبل أسبوع، أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضوء الأخضر لإرسال 600 جندي إضافي إلى العراق مع اقتراب معركة الموصل التي تشكل آخر معقل مهم لـ «داعش» في العراق حيث خسر أراضي واسعة. وتمكنت القوات العراقية خلال الفترة القر
يبة الماضية من استعادة بلدات مهمة بينها الشرقاط والقيارة، الواقعة إلى الجنوب من الموصل بهدف التقدم لاستعادة السيطرة على كبرى مدن الشمال. وقد تتسبب معركة الموصل بفرار عدد كبير من المدنيين قد يصل عددهم إلى مليون بحسب الأمم المتحدة.
970x90
970x90