قدم طالب من كلية الطب في جامعة الخليج العربي دراسة علمية في المؤتمر العالمي لأنظمة المحاكاة المنعقد في بيركلي - كاليفورنيا الولايات المتحدة تبحث في سبل ابتكار أدوية أكثر فعالية لعلاج حالات الإمساك. وبحثت الدراسة في أسباب ضعف فاعلية الأدوية في علاج حالات الإمساك من خلال تحليل المتغيرات التي تساعد على زيادة سرعة الكتلة الغذائية في القولون وانتظام حركتها.
واستخدم الباحث عمر القطراوي الطالب في السنة الخامسة برنامج محاكاة تفاعلي محوسب لجسم الإنسان بهدف بحث العوامل المؤثرة في حركة الكتل الغذائية داخل القولون، وبعد إجراء العديد من التجارب التفاعلية بواسطة جهاز الحاسب الآلي بهدف قياس قوة ونوع التأثير الذي تحدثه الأدوية على الجهاز الهضمي خلال عملية هضم الكتل الغذائية ودفع الفضلات إلى الخروج، تبين أن كافة الأدوية الخاضعة للتجربة لم تحدث تأثيراً فاعلاً في علاج حالات الإمساك نظراً لأنها تؤثر على عامل متغير واحد في حركة الكتلة الغذائية وانقباضات القولون، وعليه توصلت الدراسة إلى أنه يجب دمج نوعين من الأدوية لكي تحدث التأثير المطلوب في علاج حالات الإمساك بالتأثير على عاملي حجم الكتلة وطبيعة الحركة.
وشرحاً لنتائج الدراسة بيّن الطالب عمر القطراوي أن هناك عاملين رئيسين في علاج حالات الإمساك هما حجم الكتلة الغذائية التي قد لا تستجيب لانقباض عضلات القولون نظراً لحجم كتلتها الصغير، وهو الأمر الذي يقتضي تكبيرها باستخدام أدوية Bulk Formation وبالتالي استجابتها بشكل أفضل لانقباض حركة القولون التي تدفع الكتلة الغذائية للخروج. أما العامل الثاني حسب القطراوي فيكمن في تقليل نسبة الاحتكاك بين جدار القولون والكتلة الغذائية، وهذا يحدث عبر بعض الأدوية التي تقلل نسبة الاحتكاك بين جدار القولون والكتلة الغذائية مثل دواء Mineral Oil. على صعيد متصل، كشفت الدراسة أن جهاز القولون يحتوي على خصائص فريدة من حيث إنه عند اختفاء المؤشرات العصبية أو المستقبلات الميكانيكية بسبب مرض معين مثل مرض السكري في حالاته المتطورة، فإن الكتلة الغذائية ستتحرك رغم ذلك بسبب انقباضات خفيفة في عضلات القولون التي تحتوي على ألياف مرنة داخل خلاياها العضلية، ويمكن للأدوية المشار إليها تصحيح حركة الكتلة الغذائية داخل القولون حتى في الحالات التي تعاني من نقص الإشارات العصبية المؤثرة على عضلات القولون.