عواصم - (وكالات): طالبت الولايات المتحدة بالتحقيق مع النظام السوري وحليفته روسيا حول «جرائم حرب» في مدينة حلب، تزامناً مع تهديد موسكو باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار فرنسي يتضمن وقفاً لإطلاق النار في المدينة.
وأصدرت الحكومة السورية المؤقتة بياناً يطالب الأمم المتحدة بإقالة مـبعوثها ستافان دي مستورا، وأعلنت فيه إيقاف جميع أشكال التواصل والتعاون مع المبعوث وفريقه قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن حول التطورات في حلب بدعوة من روسيا.
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت في واشنطن مخصص لبحث الوضع في حلب، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «الليلة الماضية هاجم النظام مجدداً مستشفى حيث قتل 20 شخصاً وأصيب 100»، معتبراً أنه «على روسيا والنظام أن يقدما للعالم أكثر من تفسير لأسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية إلى جانب أطفال ونساء».
وتنفذ قوات الرئيس بشار الأسد هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ 22 سبتمبر الماضي. وتعرضت الأحياء الشرقية على مدى أسبوعين لغارات روسية وسورية كثيفة أدت إلى مقتل أكثر من 270 شخصاً. وألحقت الغارات دماراً هائلاً بالأبنية وطالت المستشفيات.
وتأتي تصريحات كيري عقب لقائه وزير الخارجية الفرنسي الذي زار موسكو في إطار حراك دبلوماسي للدفع نحو إقرار مشروع قرار فرنسي يناقشه أعضاء مجلس الأمن الدولي منذ عدة أيام ويطالب بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى المحاصرين في حلب.
وغداة إبداء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه «مستعد للعمل» على مشروع القرار شرط ألا يتعارض مع الاتفاقات الروسية الأمريكية والقرارات الدولية، هددت روسيا باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار. وقال لافروف إن موسكو ستساند مبادرة دي ميستورا، بشأن إخراج مسلحي جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً» من حلب لإدلب، وفي وقت لاحق أعلنت جبهة فتح الشام رفضها المبادرة والخروج من حلب.
وتزامن هذا الموقف مع عبور سفينة «ميراج» حربية روسية مضيق البوسفور في إسطنبول متوجهة إلى المتوسط لدعم حملة الضربات الجوية الروسية في سوريا.
ميدانياً، يواصل الجيش السوري تقدمه ببطء شرق حلب، وأفاد المرصد بسيطرة قوات النظام على تلة في منطقة الشيخ سعيد وأبنية سكنية في حي صلاح الدين المجاور جنوب حلب.