يقال: «إن أردت أن لا يسرق منك شيء ضعه في كتاب، فهذه الأمة لا تفتح كتاباً!»
نعم، نحن هي هذه الأمة، الأمة التي استطاعت في أيامها الأول أن تنهض بإنسان الجاهلية البسيط لتصل به إلى مركز العالم وسيده في أقل من ثلاثة عقود باتباعها الخطاب القرآني وبتطبيقها شعار الحضارة الجديدة «اقرأ».. حتى اندثرت بمخالفته، لتصبح أمة اقرأ لا تقرأ!
في دراسة تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر حول معدلات القراءة في العالم، أوضحت الدراسة أن معدل قراءة المواطن العربي سنوياً هو ربع صفحة، بينما معدل قراءة الأمريكي 11 كتاباً، ومعدل قراءة كل من البريطاني والألماني 7 كتب، بمعنى آخر أن كل 20 مواطناً عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة، في حين أن قراءة كل أمريكي تعادل ما يقرأه 220 عربياً في السنة! وقراءة بريطاني وألماني تعادل ما يقرأه 140 عربياً..
كم من المؤسف أن الأمة التي كانت تتصدر العلوم والأبحاث في العالم، تقف اليوم في ذيل قائمة الأمم القارئة! وإن أشهر أحداث التاريخ تشهد بذلك، فعندما غزا التتار «المغول» بغداد، قاموا أولاً بالتخلص من العامل الأول في تنمية عقولهم، قاموا بإغراق كتبهم ومخطوطاتهم التاريخية الضخمة جميعها في نهري دجلة والفرات حتى تغير لونه إثر امتزاج مائه بحبر تلك الكتب. أما الآن فحتى الكتب الدراسية ما هي سوى عقوبة زجرية، نقرأها قسراً وليس طوعاً أو رغبة في تحصيل العلم والعرفة.
ما الذي حدث لنا؟ ما الذي أوصلنا ليوم يقال فيه عنا عبارة ساخرة لحال مزري وهي «أمة اقرأ لا تقرأ، وإذا قرأت لا تفهم، وإذا فهمت لا تعمل!» فإن كنا لا نطبق أول فرض جاء به القرآن، فهل لنهضة هذه الأمة من سبيل؟
سارة أيمن