كثير من الدول تبحث من حولنا عن الأمن والأمان نتيجة للحروب الأهلية بين طوائفها وأحزابها وتلك الدول ينطبق عليها قوله تعالى «كل حزب بما لديهم فرحون». لا شك أننا إذا بحثنا وتمعنا عن السبب الرئيس المتسبب لتلك الأحداث التي تعرضت لها تلك الدول نجده غياب الوحدة الوطنية والتي تعتبر بحق العمود الفقري لأمان واستقرار الدول وازدهارها. إن التمييز بين مواطني الشعب الواحد القائم على الطائفة والعرق والتحزب لأفكار معينة قد أوجد وللأسف الشديد حالة من التمزق والفرقة والتي أدت بالضرورة إلى نشوب الكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع، وبالتالي أدت إلى نشوب الحروب فيما بينهم، والشواهد على ذلك كثيرة كالأحداث الجارية في كل من سوريا والعراق أمام مرأى ومسمع دول العالم.
إن العمل على نشر مبادئ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب من خلال بث روح العمل المشترك وتعزيز مفهوم الشراكة في عملية بناء الوطن وتقدمه لهو صمام الأمان لمنع حدوث شرخ بين طوائف المجتمع المختلفة.
إن نشر التوعية الوطنية يتم من خلال وسائل الإعلان المختلفة وإقامة الندوات والمحاضرات وزرع الحب والألفة بين أبناء الوطن الواحد والعمل على تجسيد روح المحبة والأخوة بين الطلبة في مراحل التعليم المختلفة.
ولا شك أننا في مملكتنا الغالية وتحت قيادة مليكنا المفدى نعمل صفاً واحداً على تجاوز الكثير من المشكلات وإخماد ونزع فتيل نار الفتنة والتي تلعب فيها جهات خارجية دوراً وتعمل على تأجيجها وبث الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، والتي بلا شك أننا قادرون بأذن الله تحت راية مليكنا المفدى حفظه الله على إيجاد الحلول لها من خلال الجلوس على طاولة الأسرة الواحدة لإيجاد صيغة نستطيع من خلالها الوصول إلى ما نسمو إليه في بناء مملكتنا الغالية وخلق جو من التفاهم للتغلب على ما يعكر العلاقة بين أبناء الشعب الواحد وقيادته الرشيدة.
لا شك أننا في مملكة البحرين قد استفدنا كثيراً من الأحداث التي مرت بنا والتي أدت إلى تأخير العمل الوطني لبعض الوقت، ولكننا بعون الله جلت قدرته وبحكمة قيادتنا الرشيدة سنحقق ما نصبو إليه. سيقود سفينة النجاة بحكمة واقتدار رباننا صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظة الله ورعاه، وبحكمة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أطال الله في عمره، وبعزيمة الشباب بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين.
داعين الله أن يحفظ مملكة البحرين من كل سوء ومكروه.
حنان بنت سيف بن عربي