عواصم - (وكالات): نفت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية تنفيذ أي طلعات جوية في مكان التفجير الذي استهدف مجلس عزاء في صنعاء أمس الأول، مضيفة أنه «سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات»، داعية إلى «التفكير بأسباب أخرى تقف وراء التفجير»، فيما ذكرت مصادر يمنية أن التفجير ناتج عن تصفية حسابات داخلية بين المتحالفين على إثر المجلس السياسي الجديد.
وأعربت قيادة التحالف عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء أمس الأول، جراء الأعمال القتالية الدائرة منذ استيلاء المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على السلطة في سبتمبر 2014. وأكدت قيادة التحالف أن لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر. وذكرت قيادة التحالف أنه سيتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من أمريكا والذين تم الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق. من جانبه، قال المتحدث الإعلامي للفريق المشترك لتقييم الحوادث، منصور المنصور، إن الفريق بدأ بالتحقيق بشكل فوري بحادثة القصف في صنعاء لمعرفة الجهة التي تقف خلفها.
وشدد المنصور على أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث يضم خبرات قانونية وعسكرية على مستوى عال من الكفاءة للوقوف على أي خطأ في اليمن ولكشف الجهة التي ارتكبته. وقد سقط العشرات بين قتيل وجريح من القادة العسكريين والسياسيين لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح جراء انفجار وقع في إحدى أكبر الصالات في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول. وأشارت مصادر إلى أن عدد القتلى تجاوز الـ 140 قتيلاً، من بينهم عبدالقادر هلال أمين العاصمة صنعاء والقيادي في حزب المخلوع، إضافة للقيادي الحوثي مبارك المشن الزايدي عضو المكتب السياسي للانقلابيين إضافة إلى عدد كبير من مرافقي القيادات الانقلابية. ووقع الهجوم الذي قتل فيه نحو 140 شخصاً على دار عزاء كانت مكتظة بالشخصيات الحوثية البارزة في المدينة لتقديم واجب العزاء في وفاة والد وزير الداخلية، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
وأدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا وفرنسا والصليب الأحمر الدولي الهجوم، فيما طالبت دول غربية بتحقيق مستقل. وأظهرت صور دار العزاء وقد تحولت إلى كومة من الحطام بعد انفجارين كبيرين.
إلى ذلك، أكدت مصادر يمنية أن التفجير ناتج عن تصفية حسابات داخلية بين المتحالفين على إثر المجلس السياسي الجديد. من ناحية أخرى، أفاد مصدر عسكري موال للحكومة الشرعية بأن الدفاعات الجوية التابعة للتحالف، اعترضت صاروخاً بالستياً في محافظة مأرب شرق صنعاء، كان يستهدف جنازة اللواء عبد الرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة الذي قتل الجمعة الماضي في معارك بمديرية صرواح. وسيطر المتمردون في سبتمبر 2014 على صنعاء، وواصلوا التقدم للسيطرة على مناطق أخرى في الوسط والجنوب. ومكن دعم التحالف القوات الشرعية من استعادة 5 محافظات جنوبية. وفي تطور آخر، شهدت معظم شوارع العاصمة صنعاء انتشاراً مكثفاً لمسلحي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قبيل خروج مظاهرة احتجاجية كانت مقررة أمس على تردي الأوضاع المعيشية في البلاد.
وأفادت مصادر في صنعاء بأن مليشيات الحوثي أطلقت النار بكثافة على متظاهرين بدؤوا بالتجمع في شارع الستين بالقرب من منزل الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي استجابة لدعوة «#أنا_نازل».
كما شددت الميليشيات إجراءات التفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة ومنعت دخول مئات الحافلات في منطقة يسلح عند المدخل الجنوبي للعاصمة.
وأكد شهود عيان أن الميليشيات استبقت الموعد المحدد لخروج المسيرة الشعبية الغاضبة التي تحمل شعار «ثورة الجياع» بنشر مجاميع مسلحة ومكثفة من عناصر الميليشيات في معظم أحياء وشوارع العاصمة بالتزامن مع وقف خدمة التراسل عبر «واتساب» وتشديد الحظر المفروض منذ أشهر طويلة على المواقع الإخبارية اليمنية المناهضة للانقلاب.